اصدرت "الهيئة المصرية العامة للكتاب" مختارات من كتاب "المقابسات" لابي حيان التوحيدي ضمن سلسلة امهات الكتب وهي احدى سلاسل مشروع "مكتبة الاسرة". وسبق ان صدرت في اطار المشروع نفسه مختارات من كتابي "رسالة الصديق والصداقة" و"الامتاع والمؤانسة" للتوحيدي أيضاً. وفي تصديرهما لمختارات "المقابسات" أوضح سمير سرحان ومحمد عناني انها تضم 49 بابا تبدأ باللغة والشعر والنحو والمنطق، ثم المقابسات الفلسفية، ويليها الحديث عن النفس وطبيعة الانسان واخيراً الزهد وترك الدنيا. واضاف سرحان وعناني، استناداً الى تحقيق حسن السندوي ل"المقابسات" الذي يرجع الى العام 1913، ان اختيارهما لهذا التبويب استهدف اتاحة الفرصة امام القارئ ليتمكن من متابعة خط فكري واضح، يمكن ان ينسبه الباحث الى منهج الجاحظ من دون ان يغمط ذلك المفكر الاصيل حقه في الابداع في تفسير اراء معاصريه وبعض من سبقوه ليقدم صورة كاملة لعلوم العرب في عصره. وفي دراسة قدم بها لمختارات "المقابسات" لاحظ الباحث في قسم اللغة العربية وادابها في جامعة اليرموك الاردنية عبدالقادر الرباعي ان التوحيدي يبدو لنا في الظاهر ناقلاً عن شيوخ عدة، وعلى رأسهم استاذه ابو سليمان السحبتاني المنطقي، لكن هذا النقل لم يكن - على الحقيقة - محايداً، وانما هو اعادة صوغ المفاهيم على قدر الايمان بها والوعي العميق بأسرارها. ورأي الرباعي ان هذا كاف لأن تكون هذه الافكار هي افكار التوحيدي نفسه، ويعبر عن فلسفته كما بلورها هو نفسه