تتواصل بوتيرة متسارعة الاجراءات والاجراءات المضادة التي يتخذها طرفا معركة تشفير القنوات الفضائية في السعودية. وتواصل شبكة "راديو وتلفزيون العرب" التي يملكها رجل الاعمال السعودي صالح كامل، بكثافة ملحوظة، بث التحذير من "سرقة" ارقام تشفير قنواته التي يزيد عددها من آن الى آخر. ويقارن الاعلان الذي لا تنفك الشبكة تبثه بين البث النظامي وغيره ليصل في النهاية الى ان الاول هو الافضل وينتهى الاعلان بالاشارة الي ان السرقة "حرام". وتساند وزارة الاعلام السعودية، وإن بصورة غير مباشرة عبر اداء عملها في حماية قوانين الملكية الفكرية، "راديو وتلفزيون العرب"، بحملات تفتشية تخيف العاملين في قطاع الاقنية الفضائية من فتح شيفرات القنوات التي لا تُرى الا عبر "اشتراك". لكن الطرف الاخر لم يقف متفرجاً بل سوّق على نطاق واسع بطاقات يقول ان تغيير الشيفرات بين فترة وفترة لا يؤثر فيها. ويزيد هؤلاء في الاغراء بتسويقهم بطاقات جديدة بأسعار زهيدة لا تفوق ال 100 دولار مع ضمان عدم انقطاع البث، ومع تعهد اعادته مجاناً اذا انقطع. ولا يعرف حتى الآن ما اذا كان "راديو وتلفزيون العرب" سيتمكن من تحقيق تعادل بين ارباحه والخسائر في نهاية العام الجاري، كما صرح كامل العام الماضي، باعتبار ان سرقة الشيفرات تطورت كثيراً خلال العام الاخير وزاد كثيراً عدد الذين يشاهدون قنوات "اي ار تي" بنحو 3 دولارات في الاسبوع. كانت بطولة الامم الاوروبية التي جرت اخيراً في بلجيكا وهولندا أججت قضية التشفير بين الطرفين، اذ تعاون على بثها في منطقة الشرق الاوسط "راديو وتلفزيون العرب" مع الشركة المالكة للحقوق بطريقة الدفع. ولاحظت الصحافة السعودية آنذاك، خصوصاً الرياضية منها، ان المشاهد السعودي بات معنياً وحده بقضية التشفير في الوطن العربي لأن غالبية الدول العربية نقلت البطولة عبر قنواتها الارضية، وليس الفضائية، باستثناء التلفزيون السعودي. ودخل الانترنت على الخط بين الطرفين عبر المنتديات العربية التي يزيد عددها حالياً بصورة كبيرة، بعدما بدأت الرسائل الالكترونية بين المشاهدين تسأل عن القناة التي يمكن مشاهدة البطولة عليها مجاناً فيأتي الرد مباشرة على انه يمكن مشاهدتها على القمر الاوروبي "هوت بيرد" وعبر قناة "زي دي اف" الالمانية. ولا ينتهي تدخل الانترنت عند هذا الحد بل يأتي آخر فيقول انه لا يملك امكان مشاهدة القمر الاوروبي فيرشده آخر الى وضع "انتل" التلفزيون العادي ومشاهدة البطولة عبر القنوات الارضية المصرية لأن بث التلفزيون المصري يشاهد بوضوح عال في المناطق الغربية من السعودية وب "الآريال" العادي اثناء الصيف. وتطوع احدى المنتديات العربية على الانترنت، والتي يشارك فيها السعوديون بكثافة، فأنشأت اخيراً منطقة حوار خاصة بأرقام الشيفرات الجديدة التي يمكن من خلالها مشاهدة القنوات المشفّرة التي تغير شيفراتها بصورة دورية. فتجد فواز في احد المنتديات يطلب ارقام الشيفرة الجديدة لمجموعة من القنوات مثل "راديو وتلفزيون العرب" وشبكة "شوتايم" أو "فيلمسات" اليونانية ومجموعة قنوات "نوفا" وقناة "ساتيسفاكشن" الاباحية بعدما انقطع ارسالها لديه. ولا تتأخر الاجابة كثيراً فتجد احدهم يقول هذه ارقام الشيفرات الجديدة "لعيون فواز"، ولا يكتفي بل يعلمه كيفية استخدامها. ولا تنفك اسعار فك الشيفرات تتهاوى، فقبل ستة شهور كانت نحو 70 دولاراً ووصلت حالياً الى ثلاثة دولار لأن الكثيرين من المفضلين لهذه القنوات تعلموا كيفية التعامل مع تغيير التشفير بل اقتنى جهازاً لفك الشيفرة واصبح يفعلها في بيته بعد الحصول على الشيفرات الجديدة من الانترنت العربي.