تعتبر شركة "طيران الخليج" المملوكة لحكومة أبوظبي والبحرين وعمانوقطر، التي تعرضت لنكبة جديدة بتحطم احدى طائراتها أول من أمس في رحلة منتظمة بين القاهرةوالمنامة، احدى أقدم شركات الطيران العربية إذ احتفلت السنة الجارية بذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسها. راجع ص 2 ومرت الشركة، التي تتخذ من المنامة مقراً رئيساً لعملياتها وتعتبر ثاني أكبر شركة طيران عربية بعد الخطوط السعودية، بمراحل تطور مختلفة حرصت فيها ضمن خططها المتعاقبة أن تكون بمثابة الناقل الداخلي الوطني بين دول مجلس التعاون الخليجي ما جعل المحطات الخليجية تستحوذ على أكثر من نصف رحلاتها المنتظمة عبر تسيير رحلات يومية عدة بين العواصم والمدن الخليجية الرئيسية. ويعترف المسؤولون عن الشركة ان "طيران الخليج" مرت بمرحلة عصيبة لكنهم يشددون في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية على أنه بفضل تمسك الدول المالكة للشركة ببقاء هذه الناقلة الخليجية العملاقة العريقة لتظل عنصر الربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعضها البعض وبينها وبين مختلف دول تمكنت من تجاوز هذه المرحلة العصيبة والانطلاق بقوة من جديد. وتمكنت الشركة التي تملك اسطولاً حديثاً من الطائرات من تجاوز عدد كبير من الصعوبات التي اعترضت تطورها تمثل أبرزها في تأسيس شركات طيران وطنية جديدة في الدول المالكة. فإلى جانب "طيران الامارات" التي تأسست عام 1985 ومشاركتها ل"طيران الخليج" في أن تكون الناقل الرسمي لدولة الامارات أسست سلطنة عمان "الطيران العماني" ليشارك "طيران الخليج" في أن يكون ناقلاً رسمياً لسلطنة عمان، كما أسست قطر شركة مماثلة في الدوحة، في حين يجري الحديث عن تأسيس شركة طيران بحرينية. وتعرضت الشركة في العقد الأخير من عملها لصعوبات مالية كبيرة ألحقت بها خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات إلا أنها اجتازت في العامين الماضيين جزءاً كبيراً من الأزمة المالية التي كانت تعاني منها في حين تأمل الشركة، كما يقول الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان رئيس دائرة الطيران المدني في أبوظبي رئيس مجلس ادارة شركة "طيران الخليج" في دورته الحالية، باجتياز الجزء المتبقي قريباً اعتماداً على أوضاع سوق السياحة والسفر في المنطقة ومدى انتعاشها لأن هذا يؤثر بشكل مباشر على مستوى الشركة. ونجحت "طيران الخليج" في تحقيق معدلات نمو متسارعة في أعداد الركاب الذين تنقلهم على متن أطولها، وطبقاً لاحصاءات الربع الأول من السنة فإن الشركة سجلت نمواً في عدد المسافرين الذين نقلتهم يقدر بنسبة 8 في المئة مقارنة بالربع الأول من عام 1999 ليبلغ عدد الركاب الذين نقلتهم الشركة خلال عام 5.25 مليون راكب وسط توقعات ان يبلغ عدد الركاب الذين ستقلهم خطوط الشركة خلال السنة 2000 حدود 5.8 مليون راكب. وتسلمت الشركة قبل ثلاثة أشهر طائرتي "ارباص" من طراز "ايه 330/200" ليرتفع بذلك عدد الطائرات من هذا الطراز الذي تملكه الشركة الى ست طائرات وارتفع اجمالي الأسطول الى 34 طائرة قبل حدوث الكارثة أول من أمس فيما اقترضت الشركة خلال الربع الثاني 200 مليون دولار من مصارف أوروبية لتمويل شراء الطائرتين الجديدتين. ويضم اسطول الشركة عشر طائرات بوينغ 767 وست طائرات "ارباص ايه 330" و13 طائرة "ارباص ايه 320" وخمس طائرات "ارباص ايه 340" في حين تسير الشركة رحلات الى أكثر من 44 مدينة خليجية وعربية ودولية تمتد من استراليا الى الولاياتالمتحدة الأميركية. ويأمل المراقبون بأن تتمكن الناقلة الخليجية من مواجهة تحد جديد بوقوع الكارثة الجديدة التي تعتبر الثالثة من نوعها بعدما تعرضت لكارثتين جويتين في العقدين الماضيين، اذ ستفرض الكارثة الجديدة على الادارة إعادة النظر بخططها المستقبلية لتتمكن من استكمال مسيرتها التنموية التي بدأتها قبل خمسين عاماً.