عن دار "فرسان" للانتاج والتوزيع الفني صدر للمطربة المغربية حياة الادريسي شريط "كلثوميات" شمل مقاطع من اغنيات الراحلة أم كلثوم خلال عقدي الخمسينات والستينات. وجاء الاصدار الجديد بعد ان اطلقته شركة "صوت الفن" في القاهرة وقد لقي اقبالاً واسعاً لدى الجمهور المصري، الذي تعرف إلى امكانات الادريسي الصوتية من خلال احتفالات دار الاوبرا المصرية بالفنانة الراحلة، وكانت شاركت فيه مجموعة من الاسماء الغنائية المصرية إضافة الى مساهمة حياة الادريسي المميزة. وقد اعادت الى الاذهان شيئاً من صورة سيدة الغناء العربي بحضورها الرزين اللافت وتمكنها من حرفتها الغنائية في شكل يجعل المستمع اليها ينخرط باجوائها من دون اي تخوف او تحفظ كما هي العادة في الآونة الاخيرة، إذ كثر مقلدو ام كلثوم سعياً وراء الانتشار والشهرة. حياة الادريسي غنت في شريطها الجديد "كلثوميات" مقاطع من اغنيات: سيرة الحب، للصبر حدود، الاطلال، دارت الايام، عودت عيني، انا في انتظارك، اسأل روحك وشمس الاصيل بمرافقة الفرقة الماسية، الغنية عن التعريف، وبحضور عدد من المخضرمين في عالم الغناء بينهم رفيق درب نجوم الغناء واقطاب التلحين مدير شركة صوت الفن مجدي العمروسي. ولعل في ذلك اشارة الى التقدير في القاهرة. ونجحت الادريسي في الانطلاق بشدو الحان كبار الملحنين العرب بعفوية وقدرة عكستا مدى قوة الموهبة التي تعتمد عليها هذه الفنانة المغربية التي يلاحظ البعض شبهاً كبيراً بين شخصيتها القوية وتلك التي جعلت ام كلثوم تسود ساحة الغناء العربية لخمسة قرون متواصلة. والفنانة الادريسي إضافة الى امكاناتها الصوتية تتمتع بحس ايقاعي يجلعها عملة نادرة في المرحلة الحالية التي تعتمد في منهجها توجهاً شعبياً بسيطاً في افكاره ومحتواه وايقاعاته الخفيفة. كرست الادريسي نفسها لاداء اغنيات الراحلة ام كلثوم بامتياز جعلها تحتل مكانة متقدمة بين المواهب الفنية القادرة في المغرب. وهي مقلّة في تقديم اغنياتها الخاصة على رغم تميز اغنياتها المحلية مثل "خربوشة" من كلمات الشاعر الغنائي محمد الباتولي والحان سعيد الامام، وهي حكاية تاريخية اخرجها سعيد الامام بما يليق بها من الحان وايقاعات مغربية واندلسية الطابع. وكان آخر اعمالها المغربية قصيدة لمدينة القدس من الحان عازف العود والملحن سعيد الشرايبي قدمتها الادريسي خلال مشاركتها في مهرجان الموسيقى العربية في القدسالمحتلة العام الماضي. والفنانة الادريسي بعد نجاحها اللافت في الحفلات العامة في غير عاصمة عربية تسعى الى اعادة الحياة الى الغناء الحي والتسجيل في الحفلات تيمناً بتجربة الراحلة ام كلثوم. وهي الى ذلك تدرس بعض المشاريع لتقديم قصائد لشعراء معاصرين بالتعاون مع موسيقيين يشاركون في الحركة الموسيقية العالمية بعيداً من النهج الاستهلاكي في محاولتها إعادة القيمة للسماع والطرب.