قبل واحد وثلاثين عاما اقدم اليهودي الاسترالي مايكل روهان على حرق منبر صلاح الدين في المسجد الاقصى فكان اول "معتوه" يهودي او اسرائيلي يقدم على اعتداء كهذا، لتتوالى الاعتداءات ويتبين، وفق توصيف المحاكم الاسرائيلية ان المرتكبين يعانون من "خلل نفسي او عقلي" ما شجع المتطرفين اليهود على متابعة مسلسل الاعتداءات ما دام الثمن هو مجرد النعت بالجنون. وفي ذكرى الحريق هذا العام والذي صادف امس، توافد الفلسطينيون الى ساحات المسجد الاقصى التي غصت بقوات الاحتلال فانتشرت من الابواب الرئيسية للحرم الى كل مناطقه واعتلى بعض الجنود الاسطحة المحيطة في حال تأهب لارهاب الموجودين وليظهروا ان السيادة في هذه المنطقة هي للاسرائيليين فقط. ووقعت صدامات امس بين عناصر الشرطة الاسرائيلية وحراس المسجد الاقصى وانهالت عناصر من حرس الحدود الاسرائيليين بالضرب على اثنين من حراس المسجد الاقصى المستخدمين من قبل هيئة الاوقاف الاسلامية وضربوهما على الرأس. وقال الناطق باسم الشرطة صموئيل بن روبي في القدس ان الصدامات بدأت عندما حاول رجال الشرطة تفتيش سيارة قدمت مع المتظاهرين الى مدخل باحة المسجد. واتهم مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني من جهته الشرطة "بالتدخل بعنف والهجوم بدون أي مبرر على اشخاص كانوا متوجهين الى المسجد للصلاة". وتمكن بعض الصحافيين من "التسلل" ليسجلوا الحدث. وحضر الى المكان العشرات من ممثلي المؤسسات الدينية والمدنية والسياسية الفلسطينية من وزراء واعضاء في المجلس التشريعي ورجال دين مسلمين ومسيحيين فجالوا منطقة الحرم واستمعوا الى شرح من امام المسجد الاقصى عن حريق المنبر وكيف ان محاولات اعادة بنائه استغرقت زمنا طويلا وان الهدف كان احراق الاقصى بكامله لإقامة الهيكل اليهودي مكانه. ولفت الامام الى ان الاهالي وحرس الحرم هم الذين يكتشفون الاعتداءات ويرصدون محاولي التسلل من المتطرفين اليهود، فيما لا يأبه جنود الاحتلال الا بمراقبة المسلمين. وكان من بين الحضور اضافة الى الحسيني وزيرا الاتصالات والعمل ووزير شؤون القدس زياد ابو زياد والمفتي العام عكرمة صبري. وشدد الحسيني على ان القيادة الفلسطينية "لن تتنازل عن السيادة التامة على الاماكن المقدسة كما على سائر القدس"، مؤكداً ان "المقترحات الاسرائيلية والاميركية مرفوضة لأنها تقضي بتقاسم السيادة وتحصر الفلسطينيين في اشراف وظيفي ديني أو مدني". وأصدرت الهيئة الاسلامية العليا بياناً شدد على ان "الاقصى واسواره ومصاطبه وزواياه ومدارسه وكل ما يحيط به هو جزء من العقيدة الاسلامية، ومدينة القدس هي جزء من فلسطين العربية الاسلامية وهي وقف اسلامي". وناشد البيان الامتين العربية والاسلامية القيام بواجبهما لحشد الطاقات والقوى من اجل حماية الاقصى ودعت الفلسطينيين الى الوجود الدائم في الاقصى، كما وزعت نداء نشرته الصحف والاذاعات المحلية جاء فيه: "متى صليت الفجر في الاقصى؟... الآن شدوا الرحال!" وأعلن مفتي القدس ان شخصيات عربية واسلامية ودولية وقعت على ما عرف ب "عهد القدس" الذي يؤكد عروبة المدينة ورفض أي سيادة غير عربية على أي من اجزائها ومقدساتها. ووقع على العهد اضافة الى الشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية المحلية شيخ الازهر ومفتي مصر والبابا شنودة بابا الاقباط ووزيرا الاوقاف في مصر والاردن ورئيس المؤتمر الاسلامي ورؤساء الجاليات الاسلامية في فرنسا وبلجيكا وهولندا. ولعل هذا التوقيع ، يأتي في اطار الحشد الفلسطيني المتواصل في مواجهة الموقف الاسرائيلي الذي يعتبر ان الفلسطينيين يعيقون الحل في القدس وفق تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي قال: "سنعلم في غضون اسابيع ما اذا كان رئيس السلطة الفلسطينية يريد السلام فهو لم يرد على مقترحاتنا التي قدمت حول القدس في كامب ديفيد". وتابع باراك انه معني جدا بالحل ولكنه ليس متأكداً من الطرف الآخر. ويذكر ان باراك تحدث في اخر مقترحاته عن اشراف ديني اسلامي على الاقصى واشراف للفاتيكان على كنيسة القيامة في ظل السيادة الاسرائيلية الامنية والسياسية التامة على القدس.