القدس المحتلة، غزة - رويترز، اف ب - تبادل الفلسطينيون والاسرائيليون الاتهامات بعدم ابداء المرونة اللازمة من اجل التوصل الى اتفاق سلام، مستبعدين عقد قمة سلام جديدة في حال تمسك الجانبين بمواقفهما. واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس ان على اسرائيل تليين مواقفها من اجل التوصل الى اتفاق، مشيرا الى ان المبعوث الاميركي دنيس روس لم يحمل معه اي افكار او طرح جديد كما انه لم يطرح فكرة عقد قمة او اي قضية من هذا القبيل. وقال في حديث ل"صوت فلسطين": "لقد قال روس ان فكرة القمة لن تكون قائمة الا اذا اقتنعت الولاياتالمتحدة بأن الطرفين حققا انجازا او تقدما، كما تبين لروس ان حقيقة الهوة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني عميقة". وشدد عريقات على انه "يجب ان تكون هناك استعدادات كبيرة قبل عقد اي قمة على غرار قمة كامب ديفيد". وتابع: "قلنا لروس خلال الاجتماع انه يجب ان يكون هناك جهد اميركي فاعل ويجب ان يرتكز على تنفيذ القرارات التي صاغتها الادارات الاميركية المتعاقبة والتي صاغتها المجموعة الاوروبية والمتعارف عليها باسم الشرعية الدولية والتي جاءت بمجملها كحل وسط وهذا ما يجب ان يسعى الجانب الاميركي لتحقيقه"، واصفا الادارة الاميركية ب"الحليف الاستراتيجي والمنحازة لاسرائيل". واوضح عريقات: "نحن نحاول صنع السلام وسنستمر على اساس قرارات الشرعية الدولية والمسألة تتعلق بالانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين والتعويض عليهم حسب القرار 194. هذه هي اسس عملية السلام وما نحن نسعى الى تحقيقه". واضاف: "اما اذا استمرت اسرائيل تقول ان الجانب الفلسطيني عليه تليين مواقفه واطراف اخرى في المنطقة تتحدث عن اننا تنازلنا عن اللاجئين فنحن لا نستطيع ان نقف حراسا على شفاه احد". وتابع ان عرفات يحاول ان يحصل على "اكبر دعم ممكن في هذه الظروف الصعبة من الدول العربية والاسلامية والاوروبية ونحن نعرف في نهاية الامر ما لاميركا وما عليها سواء في العالم العربي او الاسلامي او الاوروبي". ومن جانبه، قال شلومو بن عامي، كبير المفاوضين الاسرائىليين، القائم باعمال وزير الخارجية: "لا ارى اي فرصة لعقد قمة ولا ارى اي فرصة لاتفاق ما لم تكن هناك مرونة حقيقية من الجانب الاخر". واضاف ان على الرئيس ياسر عرفات ان يقرر ان كان يريد ان يذكره التاريخ بأنه الشخص الذي انهى نضال شعبه القومي والاقتصادي او بأنه الشخص الذي فشل في ذلك بسبب خلاف على منطقة واحدة في مدينة القدس القديمة. واضاف: "هذا ما عليه ان يقرره. هل هو شخص يأتي بشعبه الى البئر ولا يسمح له بالشرب منها ويترك أمته أمة من اللاجئين والتائهين". وتابع ان البديل لذلك هو اتخاذ قرار صعب "يقل عن الحلم الذي راوده عرفات هو ورجاله"، لكنه سيقود الى السلام. ومن المقرر ان يجتمع روس مع عرفات اليوم بعد عودة الزعيم الفلسطيني من جولة عالمية ترمي الى حشد التأييد الدولي لخطته في شأن اعلان دولة فلسطينية في 13 ايلول سبتمبر المقبل، سواء باتفاق سلام مع اسرائيل او دونه. لقاء كلينتون واعلن مكتب رئىس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ان الرئيس بيل كلينتون سيلتقي كلا من عرفات وباراك عندما يحضر الثلاثة اجتماع قمة الالفية في الاممالمتحدة مطلع الشهر المقبل. وقال مسؤولون اسرائيليون قبل لقاء باراك - روس انهم ابلغوا بانه لو نجح روس في تضييق الفجوات في مواقف الجانبين، فان الرئيس كلينتون سيكون مستعدا لعقد اجتماع منفصل مع عرفات وباراك في نيويورك الشهر المقبل. واضافوا انه في حال نجاح اجتماع نيويورك فان كلينتون سيدعو الى اجتماع قمة جديد قد يسبق موعد اعلان الدولة في 13 ايلول سبتمبر المقبل. واستبعد باراك بعد اجتماعه مع روس اول من امس وجود فرص لعقد قمة سلام جديدة قريبا. وفي مقابلة بثها التلفزيون الاسرائيلي اول من امس القى باراك على الفلسطينيين مسؤولية الجمود، وقال: "لم ار المرونة حتى الان. اذا توافرت المرونة والصراحة ستجري مفاوضات وان لم تتوافر فاننا سنعلم وسيعلم كل مواطن ... ان حكومته فعلت ما بوسعها للتحقق مما اذا كان يمكن التوصل لاتفاق". ولم يدل روس بتصريحات تذكر، واكتفى بالقول: "كان لكامب ديفيد مغزى لكن من الواضح ان هناك خلافات يتعين التغلب عليها". واضاف: "اركز الان على اللقاء مع كل طرف للوقوف على الاستنتاجات التي توصل اليها على ضوء ما تبين في كامب ديفيد ثم نرى امكان التغلب على الخلافات".