يترافق فصل الصيف مع اندفاع الكثيرين، خصوصاً الشابات، صوب الشمس وتعريض الأجسام للأشعة توخياً لاكتساب ذلك اللمعان البرونزي الأسمر، أو ما يعرف ب"تان" Tan. وينطوي الأمر على مخاطر جمّة، وخصوصاً لجهة التعرض للأشعة ما فوق البنفسجية "الترافيلوت" Vltraviolet وآثارها على الجلد واحتمال تسببها بالأورام السرطانية الجلدية. وتناولت البروفسورة زلفا عبدالمالك، الاختصاصية في الأمراض الجلدية من جامعة سينسيناتي، هذا الموضوع أثناء لقاء أكاديمي عقد أخيراً في الجامعة الأميركية ببيروت وعرضت فيه بعض نتائج أبحاثها في هذا المجال. ومن المعروف ان لون الجلد، الذي يتفاوت بشدة بين الناس، يتأتي من صبغة معينة هي الميلانين Melanin التي تتركز في خلايا الطبقة السطحية من الجلد. ويتأثر لون الجلد، وتالياً، معدل تركيز الميلانين، بعوامل وراثية وبيئية متنوعة، تلعب دوراً مهماً في وقاية الجلد من أثار الشيخوخة والارهاق وكذلك مختلف أنواع الأمراض بما فيها السرطان. ومن العناصر البيئية المهمة في وقاية الجلد، تأتي أولاً المأكولات المحتوية على فيتامين "سي"، مثل البرتقال والحامض والخضار ذات الأوراق الخضراء، والبيتاكاروتين مثل الجزر. ومن أهم انعكاسات التعرض لأشعة الشمس، أنه يؤثر في نواة خلايا الجلد والتي تحتوي على العناصر الجينية. وشددت الدكتورة زلفا على وجود نوعين من الصبغات هما: الأيوميلانين Eumelanin وفيوميلانين Pheomelanin، وأن النسبة بينهما هي التي تحدد مدى تحمل الجلد وقوته. وتزداد نسبة الأيوميلانين في البشرة السمراء الداكنة، والتي غالباً ما تترافق مع لون مشابه في الشعر والعين. ومن المعروف أن هذه البشرة أكثر مقاومة لسرطانات الجلد وكذلك لعناصر الإجهاد التي تنهك البشرة. وترتفع نسبة الفيوميلانين في الجلد ذي اللون الفاتح، ما يجعل خلاياه أكثر تعرضاً لعوامل الأذى في البيئة، وخصوصاً أشعة الشمس الفوق البنفسجية. تشدد زلفا عبدالمالك على عدم ركون صاحبات، وأصحاب، الجلد الأسمر الى الميزة الطبيعية في الوقاية، إذ يؤدي الافراط في التعرض الى الشمس وعدم وقاية الجلد، الى تراكم الآثار الضارة وتفوقها على الحماية الطبيعية للجلد الأسمر. وثمة من ترغب، أو يرغب، في جلد برونزي عبر التعرض للشمس على الشواطئ. وتتمثل النصيحة الطبية في التعرض للشمس في فترات متدرجة الطول، وتجنب الشمس الحادة و"الحرق" السريع للجلد بالأشعة الشمسية، طلباً للون اللامع. وينصح دوماً بتشديد الوقاية على الوجه ووضع نظارات وارتداء قبعات عريضة. وعند اختيار المراهم الواقية للجلد "سن سكرين" Sunscreen، يجدر التنبه الى احتوائها على مركب SPF من درجة 15 وما فوق. من المهم وضع كمية كافية من مراهم سن سكرين على الجلد المُعرض للشمس وعدم الاكتفاء بالدهن الخفيف. في حال وجود شامة خال على الجلد، يجب استشارة الطبيب عند حدوث تغيير في لونها أو ظهور حلقة حولها أو حدوث نزيف مع حكّة فيها.