حين أعلن آل غور عن اختياره للسيناتور اليهودي جوزف ليبرمان ليكون المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، اعلن ليبرمان ان "المعجزات تحصل". فهل يستطيع غور اليوم تحقيق معجزة في خطاب القبول لترشيح حزبه ويدخل الحماس الى الديموقراطيين الذين ما يزالون يعانون من انقسامات حادة في صفوفهم وضعف القناعة بقدرة مرشحهم على اجتذاب المستقلين ودفع مؤيدي الحزب التقليديين للمشاركة في الانتخابات. ويُختتم المؤتمر اليوم بخطاب القبول بعد الاعلان عن ترشيح غور. ومن المقرر ان يكون ليبرمان قد ادلى بخطاب القبول بعد تسميته رسمياً فجر امس بتوقيت غرينتش. وعلى مدى الأيام الأربعة للمؤتمر يحاول الديموقراطيون الرد على اتهامات اخصامهم الجمهوريين، بالاضافة الى تجريدهم مما ادعوه في مؤتمرهم. فور وصوله الى لوس انجليس سارع ليبرمان الى عقد اجتماعات مع زعماء السود في الكونغرس الاميركي لتأمين دعمهم بعدما تعرض لانتقادات من بعض النشطاء السود لكونه يهودياً، وتحديداً من زعيم المسلمين السود لويس فرخان الذي شكك بولائه للولايات المتحدة في حال تعارضت مصلحتها مع اسرائيل. ومن الامور التي جعلت السود يتحفظون على ليبرمان معارضته لقانون ساري المفعول يخصص للسود والاقليات حصصاً في الجامعات والوظائف للتعويض عن الاجحاف الذي تعرضوا له نتيجة ممارسة التفرقة العنصرية لسنوات طويلة. ونجح ليبرمان في الحصول على تأييد معلن من قادة السود في الكونغرس بعد لقاء مطول مع عضوة مجلس النواب ماكسين ووترز التي عبرت في السابق عن عدم ارتياحها لبعض مواقف ليبرمان. ولكن ما تزال هناك شكوك حول حماس السود لليبرمان لانهم كانوا يفضلون ان يكون نائب الرئيس اسود اذا قرر الحزب ترشيحه من الاقليات. وتعتبر مشاركة السود بكثافة في الانتخابات اساسية بالنسبة لغور، وذلك بعد وقوفهم الى جانب كلينتون طوال السنوات الثماني الماضية وبشكل قوي. ومعروف ان 90 في المئة من اصوات السود المشاركين تذهب للحزب الديموقراطي. وفي اليوم الثاني للمؤتمر هاجم القس الاسود جيسي جاكسون الجمهوريين، ووصف محاولاتهم لاعطاء صورة "استيعابية" للاقليات اثناء مؤتمرهم بأنها "اوهام". وبالاضافة الى حاجة الديموقراطيين الى اقناع السود بالمشاركة بقوة الى جانب غور - ليبرمان، فإنهم يواجهون مشكلة الليبراليين الذين عبروا عن قلقهم لميل الحزب الى الوسط من اجل استمالة اصوات المستقلين والمعتدلين الجمهوريين. وحفل اليوم الثاني بخطباء من التيار الليبرالي، وعلى رأسهم السيناتور تيد كينيدي وكارولين ابنة الرئيس الراحل جون كينيدي التي وافقت على مخاطبة المؤتمر للمرة الاولى. والمعروف عن كارولين تفضيلها الابتعاد عن الاضواء السياسية. وأعلن كينيدي انه دعم فوراً من دون تردد ثلاثة مرشحين: شقيقيه وآل غور. واضاف ان اخوه جون كينيدي كان سيكون فخوراً بالحزب الديموقراطي لاختياره ليبرمان. واستكمالاً لجهود الحزب بتوحيد صفوفه، اعلن خصم غور في الانتخابات الحزبية السيناتور برادلي عن تأييده للائحة غور - ليبرمان. وكان برادلي شكل احراجاً لغور في بداية الانتخابات بعد ان استمال جماعات من الليبراليين والديموقراطيين غير المقتنعين بقيادة غور، وما تبع ذلك من تبرعات مالية حرم منها غور. وأكدت مصادر الحزب الديموقراطي ان غور هو الذي كتب من دون أي مساعدة خطاب قبول الترشيح.