لم يخف الرئيس العراقي صدام حسين ارتياحه البالغ الى زيارة الرئىس الفنزويلي هوغو شافيز الى بغداد اثناء الاجتماع الموسع مع اعضاء مجلس قيادة الثورة واعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم، واعتبرها مؤشراً الى "علاقات العراق المتطورة". ولم يكن مفاجئاً ان يصعد الرئيس العراقي حملته أول من امس على السعودية والكويت حين امر قيادييه ببحث الوسائل الممكنة لفضح ما سماه "العدوان السعودي والكويتي" على اوسع نطاق امام الرأي العام العربي والدولي، بعدما انتهى من توديع شافيز في "مطار صدام الدولي" الذي لم يشهد منذ نحو عشر سنوات، صدام يودع رئيس دولة. فالعراق أخذ يعلن منذ فترة ان تحسن علاقاته العربية والدولية "مؤشر الى كسر تدرجي للحصار وانه سيعود قوياً في المنطقة والعالم". واذا كان المسؤولون العراقيون ووسائل الاعلام التي تخضع لاشراف حكومي تام، خصوا الكويت منذ اوائل الشهر الجاري، حين صادفت الذكرى العاشرة للغزو، بهجوم حاد وتهديدات ب"درس اضافي"، فإن صدام ركّز على السعودية ثم الكويت حين بثت وكالة الانباء خبراً عن اجتماعه بقيادييه. وترى مصادر عراقية مطلعة ان مؤشرات التصعيد مع السعودية والكويت اتضحت وأصبحت اكثر عنفاً بعدما استطاعت بغداد "تحقيق اكثر من اختراق في الخليج"، وتضيف ان "بغداد تقرأ أي موقف منفتح عليها ومتضامن مع معاناة الشعب العراقي على انه اتفاق مع نهجها السياسي". وتوضح المصادر ان "ما زاد في اختراق بغداد لأكثر من مركز في الخليج هو استخدامها جيداً ورقة العقود التجارية وتحويل بعض المراكز الاقتصادية في دول الخليج الى مراكز لتهريب النفط العراقي، الذي يعود بمبالغ ضخمة على مؤسسات النظام الحاكم اضافة الى تعزيز علاقات مع الاوساط الحاكمة في تلك الدول، خصوصاً وان العقود تبرم مع شخصيات متنفذة". وتشير المصادر ذاتها الى ان "تحسناً" في العلاقات الاقتصادية وتبادلاً للزيارات مع سورية و"عودة الدفء" لعلاقات بغداد مع الأردن واليمن، واصرار مصر على ان يكون "موقفها السياسي بالقوة ذاتها لموقفها الاقتصادي مع العراق" واعلان وزير الخارجية عمرو موسى ان رفع الحصار خطوة لازمة لإعادة العراق الى وضعه الطبيعي، عوامل دفعت العراق الى تصعيد حملته على السعودية والكويت باعتبارهما "المانع الاخير ضد تطبيع العلاقات معه عربياً ودولياً".