بدأت الاستعدادات على قدم وساق للسيدات الراغبات في خوض الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتعرضت السيدات المصريات لموجة انتقادات شديدة، إذ انهن لا يمثلن سوى نسبة واحد في المئة فقط في المجالس الشعبية، في حين أن نسبتهن تزيد على 20 في المئة في السلك الديبلوماسي. وقبل أيام، عقدت في القاهرة دورة تدريبية لتنمية المهارات اللازمة للسيدات المشاركات في الحملات الانتخابية، وذلك تحت رعاية المركز المصري لحقوق المرأة، ومؤسسة "ادناور" الألمانية، في حضور خبراء بريطانيين في الحملات الانتخابية. وشارك في ورش العمل التي عقدت على مدى ثلاثة أيام، لفيف من السيدات في مختلف الأحزاب المصرية والمستقلات، إضافة الى مديرات حملاتهن الانتخابية. وتحدثت في الافتتاح ميرفت التلاوي الأمين العام للمجلس القومي للمرأة الذي ترأسه السيدة سوزان مبارك، مؤكدة ضرورة تمثيل المرأة سياسياً في البرلمان. وقالت: "إننا نعيد صوغ مشاركة المرأة في المجالس التشريعية والشعبية في اطار رسمي يتيح المشاركة، وليس بإعداد مشروع قانون يقضي بتخصيص عدد من المقاعد للمرأة في مجلس الشعب أسوة بمقاعد العمال والفلاحين، وهذا غير مطروح مستقبلاً". والتمثيل الحالي لا يتناسب وحجم دور المرأة الطبيعي في المجتمع. وأشارت مديرة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان الى أسباب تدني مشاركة المرأة في الانتخابات، على رغم ارتفاع نسبة عضويتها في الأحزاب السياسية، ومنها ضعف المصادر التمويلية، وعدم مساندة الأحزاب السياسية لترشيح المرأة في الانتخابات البرلمانية والمحلية بشكل عام، وتقاعس الأحزاب عن تدريب الكوادر من النساء للدفع بها في مثل هذه المحافل. واللافت أن الحزب الحاكم في احدى الدورات لم يجد بين أعضائه سوى سبع سيدات يصلحن للترشيح لعضوية مجلس الشعب. وقالت أبو القمصان ان الوضع المتدني لترشيح المرأة في الانتخابات لا يعني سوء ادارة أو هشاشة فقط، بل يعني عدم وجود برامج تفصيلية لتنفيذ الأهداف العامة التي تطرحها لجان الأحزاب نحو تحرر المرأة ومشاركتها، وهو ما يعني هوة كبيرة في برامج الأحزاب تفصل بين الواقع وطريقة العرض. واستعرضت أبو القمصان تاريخ مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية بدءاً من العام 1957 حتى فازت سيدتان بمقعدين في البرلمان من بين ست نساء كن مرشحات. وفي عام 1979، قفز العدد الى "35" سيدة بعد تعديل قانون الانتخابات الرقم 26 لسنة 52 بالقانون الرقم 38 لسنة 72، والذي أقر بتخصيص 30 مقعداً للنساء، أسوة بتخصيص مقاعد للعمال والفلاحين من الرجال، وارتفعت آنذاك نسبة مشاركة المرأة في البرلمان الى 9 في المئة في النصف الأول من الثمانينات، غير أن النسبة انخفضت مرة أخرى في انتخابات سنة 1987، بسبب الغاء القانون بدعوى أنه ضد الرجال. وبلغ عدد النساء في البرلمان 14 سيدة فقط. وأشارت الى أن تغيير النظام الانتخابي من اللوائح الى التصويت الفردي، خفّض عدد النساء في مجلس الشعب الى سبع سيدات عام 1990، على رغم أن عدد الناخبات المقيدات آنذاك بلغ خمسة ملايين سيدة، واستمر انخفاضه الى خمس سيدات فقط في مجلس عام 1995. أمثلة حيّة وفي ما يأتي أسئلة وإجابات طرحت خلال ورش العمل: - اسمي "مصرية" وأعمل محامية وأستعد لخوض الانتخابات في المنصورة محافظة الدقهلية... ماذا تفعل المرشحة حيال الاشاعات؟ وترد البريطانية كاندي بيرس قائلة: قيادي كبير في الولاياتالمتحدة الاميركية كان لاذعاً في انتقاد خصومه، وكان أسلوبه قاسياً في الرد على الاشاعات، حظي بتأييد الحزب له، ولكن الجمهور نفر منه فخسر الانتخابات، ويجب أن يكون هناك أسلوب عملي ومنهجي في الرد على الاشاعات حتى لا يؤدي الرد الى تفاقم الاشاعة، وقد لمست هنا في مصر وعياً سياسياً كبيراً. - ألفت عبدالبديع العربي... كاتبة صحافية ووكيلة أمانة المرأة في حزب "الأحرار"، مديرة المركز المصري للابداع والتنمية واستعد لخوض الانتخابات مرشحة عن حزب "الأحرار" عمال في دائرة السيدة زينب القاهرة، وأنتمي الى أسرة فنية، فوالدي الفنان المرحوم عبدالبديع العربي، واخوتي محمد ووجدي وكاميليا العربي وجميعهم اعتزلوا الفن، ويواجهني الجمهور بالسؤال: لماذا لا ترتدين الحجاب؟ وترد البريطانية ليزلي أبدلا: هذا أمر يتعلق بالدين الاسلامي، ويجب ان تكوني ملمة وعلى دراية بهذه الأمور في الدين الاسلامي. - نوال مصطفى عضو الحزب الوطني، استعد لخوض الانتخابات مرشحة عن الحزب الحاكم في دائرة السيدة زينب: كيف يمكن شحذ همم الناخبين للتصويت لمصلحة المرأة؟ بيرس: هذا أمر يتعلق بحملة دعاية مركزة على دور المرأة وقدرتها على تصريف الأمور، إذ ان المرأة أقل قابلية للفساد من الرجل، وأن يكون الشعار الرئيسي في الانتخابات "صوتوا لمصلحة المرأة". الصعيديات والعنف - جورجيت جرجس بشارة... مديرة حسابات ديوان عام محافظة قنا عضو مجلس محلي محافظة قنا: ماذا يحدث عندما تواجه المرشحة بأعراف الصعيد؟ وان المرأة ليس لها الحق في ممارسة العمل السياسي؟ بيري: لا شك في أن المرأة حصلت على حقوقها بعد تاريخ طويل من الكفاح والجهد، ويمكنك مواصلة الطريق والفوز بمقعد في البرلمان لإثبات العكس. - أم كلثوم ابراهيم البنا عضو المجلس المحلي في كفر الدوار، رئيسة لجنة التنمية في الحزب الوطني، وماجدة ابراهيم البيه عضو رابطة المرأة العربية في القاهرة، وعفاف عزالدين محمود عضو لجنة التنمية في الحزب الوطني في محافظة الجيزة، وعزة عبدالعزيز محمد الكاشف من الزرقا - محافظة دمياط: ماذا نفعل حيال العنف الذي يستخدمه المرشحون الآخرون؟ أبدلا: كنت في دولة زنجبار العام الماضي، وراقبت الانتخابات هناك، حيث حصلت المعارضة على عدد كبير من المقاعد، غير ان الحكومة استخدمت العنف لتغيير النتائج، ولم تستكمل وسيتم اجراؤها بواسطة خبراء أجانب وأفارقة تحت رعاية عدد من البلدان الافريقية. - فاطمة فرماوي محامية ورئيسة جمعية الهنا النسائية ورئيسة لجنة تدريب القيادات السياسية في الحزب الوطني في المطرية: ماذا يحدث عندما يتنازل حزبي عن ترشيحي، هل أخوض الانتخابات مستقلة؟ بيرس: هذا أمر يعود إليك. والأفضل أن تخوضي الانتخابات لتؤكدي قوتك. - نعمت قمر عضو المجلس المحلي في المحلة الكبرى محافظة الغربية: يقبل عدد من المرشحين على تزوير الانتخابات من خلال تسويد البطاقات الانتخابية، ماذا نفعل؟ مدير المجلس الثقافي البريطاني في القاهرة السيد دافيد مارلر: هذا امر يتعلق بنظامكم الانتخابي في مصر، وعليك أن تشددي على خروج الناخبين، فهذا يساعد على تقليص فرص تسويد البطاقات البيضاء. وقد قرأت في الصحف المصرية ان المحكمة الدستورية العليا أصدرت حكماً بإلغاء قانون الانتخابات السابقة، وان الاشراف القضائي سوف يكون كاملاً على الانتخابات، وهذا امر يعطيكم الثقة في انتخابات نزيهة.