بات الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أول رئيس دولة يزور العراق منذ حرب الخليج في عام 1991، وهو جسد رغبته في تحدي السياسة الأميركية على رغم غضب واشنطن، وكان متوقعاً أن يستقبله الرئيس صدام حسين مساء أمس. ولم يخرق شافيز الحظر الجوي على العراق، بل عبر الحدود من إيران التي زارها أيضاً في إطار جولته على الدول الأعضاء في "أوبك"، عشية قمة المنظمة المرتقبة الشهر المقبل. وإذ غاب صدام عن استقبال شافيز على الحدود، كان في انتظاره نائب الرئيس طه ياسين رمضان وحشد من الوزراء. وحرصت بغداد على الاحتفاء بالزيارة كونها الأولى لرئيس دولة منذ عشر سنين، وأبدت خصوصاً اهتماماً بتحدي شافيز السياسة الأميركية، مشيدة ب"شجاعته". ونقلت وكالة "الأنباء العراقية" عنه قوله إنه لاحظ من "حرارة اللقاء وحب الناس روح الجهاد والنضال التي يتمتع بها شعب العراق"، مؤكداً حقه كرئيس في زيارة أي بلد. وأضاف: "نحن أصحاب كرامة ودولة ذات سيادة في اتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم مصالحنا، فلماذا هم الأميركيون غاضبون؟ نحن نستخدم حقنا". وأوضح شافيز، الذي كان قاد انقلاباً عسكرياً للاستيلاء على السلطة في فنزويلا عام 1992 لكنه فشل، ثم وصل إلى القصر الرئاسي العام الماضي عبر الانتخابات: "جئنا لدعوة السيد الرئيس صدام حسين لحضور قمة أوبك التي ستعقد في كاراكاس، ولتأكيد رغبتنا الحازمة في الدفاع عن سعر برميل النفط الموضوع الأساس للقمة". ورد طه ياسين رمضان على انتقادات وزارة الخارجية الأميركية للرئيس الفنزويلي بسبب زيارته بغداد، معتبراً ان الأميركيين "تنطبق عليهم مقولة إذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت". وأضاف في تصريحات نقلتها "وكالة الأنباء العراقية" ان "أميركا تنصب نفسها وصية على العالم من خلال تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول التي يتمتع رؤساؤها ومسؤولوها بحرية إقامة العلاقات مع الدول الأخرى". وتابع رمضان ان بلاده واثقة من أن شافيز "هو من ذلك النوع من الرجال الذين يواجهون الطاغوت في هذا العصر". وكان شافيز أعلن قبل مغادرته اقليم كرمنشاه الإيراني، ان "أوبك" ستبسط سلطتها على سوق النفط الدولية. ونقلت إذاعة طهران عنه قوله إن "الوقت حان لتبرز أوبك سلطتها، والوسيلة الوحيدة لمواجهتها الضغوط الدولية هي توثيق العلاقات" بين دولها. وندد ناطق رسمي عراقي بانتقادات الخارجية الأميركية لزيارة شافيز واعتبرها "سخيفة"، واصفاً الزيارة بأنها "صفعة جديدة يتلقاها حكام أميركا". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الخارجية الفنزويلي خوسيه فيسانتي رانجل قوله في سياق الرد على باوتشر: "ليس معقولاً ألا يتمكن ناس واقعيون كالأميركيين من تفهم حقيقة ان فنزويلا، وبصفتها عضواً في منظمة أوبك، ينبغي ألا تميز بين من هو ديموقراطي ومن ليس ديموقراطياً داخل الكارتل النفطي".