باءت طموحات الشارع الرياضي السعودي في ولوج أحد لاعبيه للدوري الانكليزي لكرة القدم بالفشل بعد توقف مفاوضات نادي الهلال مع نادي نوتنغهام فورست بشأن احتراف المهاجم الدولي سامي الجابر في صفوف الأخير. وكانت المفاوضات منذ بدئها مثيرة للجدل في الوسط الرياضي خصوصاً اثر اعلان الهلاليين في مواقف مبدئية عن عدم رغبتهم في رحيل الجابر وبالذات خلال الفترة المقبلة، والتي يخوض فيها الهلال مشاركات خارجية عدة يسعى الى القابها وبالذات في ظل تألق الجابر في المباريات الحاسمة، الأمر الذي قاده الى العودة الى صفوف المنتخب السعودي الأول بعد فترة انقطاع عنه. وشهد اعلان نوتنغهام فورست عن رغبته في التعاقد مع الجابر حال انقسام كبيرة بين الجماهير الرياضية، حيث يعتبر الجابر أحد أكثر اللاعبين اثارة للجدل حول مستواه، ففي حين احتفى انصار الهلال ومحبي الجابر بالطلب الانكليزي على اعتبار أنه تعزيز لقدرات اللاعب وامكاناته، كان القسم الآخر يبدي تحفظاً حول الصفقة ويشدد على اعتبار النادي من أندية الدرجة الثانية. ولم يسلم الانقسام حول الطلب الانكليزي بين محتفٍ ومتحفظ طال الجماهير الهلالية وامتد الى أعضاء الشرف، اذ رأى المؤيدون فتح الفرصة للاعب كونها خطوة سانحة لتطوير قدراته والفوز بقصب السبق في الاحتراف في الدوري الانكليزي، والذي سيسجل تاريخياً في مصلحة الجابر وناديه، بينما يرى المعارضون أن رحيل الجابر سيترك فراغاًَ في خط الهجوم وسيؤثر فنياً على الفريق، في الوقت الذي يحرص فيه الهلاليون على تحقيق لقب بطولة السوبر الآسيوية تحديداً، والتي ستقودهم الى المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، والتي سبقهم اليها المنافس التقليدي النصر. أحداث غريبة وشهدت مغادرة اللاعب الى انكلترا لخوض تجربة ميدانية أحداثاً غريبة اذ لم يتمكن الجابر من المشاركة في المباريات التجريبية مع نوتنغهام بسبب عدم حصوله على تصريح رسمي من ناديه، وهو ما رمى بالكرة في مرمى الهلاليين الذين أكدوا بأن النادي يطلب بذلك البطاقة الدولية، وهو ما لا يمكن القيام به لأنه سينقل اللاعب من دون التزامات مادية. وأدى في النهاية الى عدم الوصول الى صيغة قانونية مفهومة لكلا الطرفين فعاد الجابر بخفي حنين من دون خوض أي لقاء تجريبي ومع ذلك فان الجابر لم ينف استفادته من التجربة القصيرة وبالذات في ما يتعلق بالناحية التفاوضية حيث كشف فور وصوله عن ضرورة توفر مدير أعمال للاعب المحترف يقوم بالمهام التفاوضية كافة نيابة عنه، مشدداً على أن رغبة نوتنغهام لا تزال قائمة، وهو التشديد الذي يلمح من خلاله الى الرد على المشككين في امكان احترافه في انكلترا. ودخلت المفاوضات مرحلة أكثر جدية عندما بعث نادي نوتنغهام فورست بمندوبه الرسمي لمتابعة الجابر في البطولة الآسيوية التي استضافها الهلال في الرياض، وفاز بلقبها وذلك للوقوف عن كثب على مستواه ودرجة استعداده، ولم يمكث المندوب أكثر من الوقت الذي سمح له بمشاهدة الجابر ميدانياً وعاد بتقريره الى المدير الفني ديفيد بلات وسط تصريحات تكشف جانب الرضى والارتياح لمستوى اللاعب. عودة الى نقطة الصفر وفي الوقت الذي كان يتوقع المتابعون فيه أن مسلسل احتراف الجابر قد بلغ مراحله الأخيرة فوجئ الجميع بطلب النادي الانكليزي من الجابر خوض تجربة ميدانية مع لاعبيه والمشاركة في معسكر في الولاياتالمتحدة للوقوف على مدى انسجام الجابر مع مجموعة نوتنغهام. ولتعود بذلك عملية التفاوض الى نقطة الصفر. وزاد في غموض الموقف استقالة رئيس الهلال الأمير بندر بن محمد ليغيب من يستطيع حسم الموقف واتخاذ القرار. وكتب رئيس النادي المكلف فواز المسعد الفصل الأخير من المفاوضات بعدما طلب من نوتنغهام تحديد النواحي المالية في الصفقة، وبعد حصوله عليها أعلن عن رفض احتراف الجابر بسبب عدم ملاءمة العرض مالياً، مشيراً الى أن النادي حدد حصته بمليون دولار من دون مستحقات اللاعب، في حين كان العرض الانكليزي لا يتجاوز 200 ألف جنيه استرليني، لينتهي بذلك حلم الشارع السعودي وتنتهي المفاوضات التي شغلت المتابعين والرياضيين على مدى ثلاثة أشهر. وأخيراً تعالت أصوات الاتهامات تجاه المسؤولين في الأندية السعودية، بحجة انهم لا يفضلون احتراف لاعبيهم في الخارج لسبب أو لآخر، وأنهم يتعنتون في مطالبهم التفاوضية فيما يرى مسؤولو الأندية أن المبالغ المقدمة للاعبين السعوديين زهيدة لا تتناسب ومستواهم الفني. وكان الوسيط الانكليزي غراهام فيليب زار السعودية لاقناع ادارة الهلال بمنحه تفويضاً للقيام بمهام التفاوض مع الأندية الانكليزية للتعاقد مع الجابر، ولكن مطالبه فشلت بعد محادثات مع الادارة الهلالية، ولم يمكث أكثر من 24 ساعة أطلق عقبها تصريحاً صحافياً قبيل مغادرته أكد فيه انه يشعر بخيبة أمل وأنه يرى أن الادارة الهلالية ليس لديها الاستعداد للتخلي عن اللاعب. من جهته، لم يكشف الجابر عن آرائه خلال الفترة الماضية باستثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده فور عودته من التجربة الأولى، والتي أبدى فيها رغبة أكيدة في الاحتراف الخارجي. مفاوضات عبر الانترنت أما الطريف في مفاوضات الجابر فهي أنها ألقت بظلالها على جوانب أخرى كثيرة اذ كشفت درجة عالية من استخدام الانترنت التي دخلت حديثاً الى السعودية، اذ تابعت الجماهير الرياضية بكثافة موقع النادي نوتنغهام على الشبكة العالمية، وحرصاً على الوقوف على موقف النادي تجاه الصفقة وكان أبرز ما تناوله الموقع هو استطلاع لآراء جماهير النادي حول التعاقد مع المهاجم السعودي والتي أحرزت فيه الصفقة، موقفاً حسناً مقارنة بالمعارضين. يذكر انه ومنذ اعلان السماح لاحتراف اللاعبين السعوديين في الخارج، بعد مونديال 1994، عاش لاعبان هذه التجربة، هما فهد الغشيان مع اكازد كاما، الهولندي، وفؤاد انور مع شوانغر الصيني، لقاء مبالغ زهيدة.