مكسيكو سيتي - أ ف ب، رويترز - توجه الناخبون في المكسيك الى صنايق الاقتراع امس لاختيار رئيس للجمهورية في انتخابات تعتبر الاكثر حدة في تاريخ البلاد قد تسفر عن انهاء 71 عاماً من هيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية في البلاد. وعلى رغم من خوض خمسة مرشحين السباق الى الرئاسة، فإن الغالبية الساحقة من الناخبين الذين بلغ عددهم 7،58 مليون ناخب واجهوا اختياراً بسيطاً يرتدي طابعاً تاريخياً، فأما الاستمرارية مع انتخاب فرانشيسكو لاباستيدا السياسي المخضرم من "الحزب الثوري التأسيسي"، الذي يحكم البلاد منذ عام 1929، او التغيير مع فيسنتي فوكس من "حزب العمل الوطني" من اتجاه يمين الوسط. ويعتبر فوكس، المدير الاسبق لشركة كوكا كولا في المكسيك وأميركا اللاتينية المعروف بصراحته وأفكاره المفاجئة، من الطارئين في عالم السياسة، بالمقارنة مع لاباستيدا الذي تولى ثلاث حقائب وزارية، وهو من كبار الحزبيين الذين لا ميزة خاصة لهم. وبقي المتنافسان متقاربين في الاستطلاعات خلال الحملة الانتخابية ومتقدمين على الزعيم اليساري كواوثيموك كارديناس رئيس بلدية مكسيكو السابق ومرشح الحزب الثوري الديموقراطي يسار الوسط. ويلعب المرشحان الاخران من احزاب يسار الوسط، جيلبيرتو رانكون غالاردو ومانويل كامتشو، ادواراً صورية فقط. واختار الناخبون ايضاً نواب البرلمان ورئيساً جديداً لبلدية مكسيكو التي تميل "دائماً الى اليسار" حيث يتوقع انتخاب مرشح الحزب الديموقراطي الثوري اندريس مانويل لوبيز امبرادور. وأشارت استطلاعات الرأي الى ان خيار الاشخاص الذين لا رأي لهم، وتبلغ نسبتهم 17 في المئة من الناخبين، سيكون حاسماً في المعركة بين لاباستيدا وفوكس. وشاب الحملة الانتخابية تبادل السباب والقدح والاتهامات بين لاباستيدا وفوكس حول عمليات تمويل غير شرعية واستخدام الاموال العامة للتأثير على الناخبين. وتصاعد التوتر مترافقاً مع "سيناريوهات كارثية" تتوقع ان يرفض احدهما الهزيمة مما سيؤدي بالتالي الى مرحلة من الاضطراب والفوضى الاقتصادية والاجتماعية. وبمواجهة هذا الموقف الذي لا سابق له، ضاعفت السلطات من التصريحات الهادفة الى التهدئة، مؤكدة ان الانتخابات تجري وسط أجواء من الشفافية لأنها خاضعة لرقابة المؤسسة الانتخابية الفيديرالية التي تأسست عام 1997. وجرت الانتخابات ايضاً تحت اشراف 860 مراقباً اجنبياً بينهم الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر والرئيس البوليفي السابق غونزالو سانشيز. كما تتابع الولاياتالمتحدة، وهي اكبر شريك تجاري للمكسيك، السباق الرئاسي عن كثب. وقال كارتر: "لم اكن قبل عشر سنوات اعتبر المكسيك دولة ديموقراطية، أما الآن فأرى تقدماً كبيراً نحو الديموقراطية الحقيقية". لكن بعض المنظمات غير الحكومية تتلقى شكاوى تفيد بأن الحزب الحاكم مارس ضغوطاً على الناخبين عبر استخدام الاموال العامة كي يصوتوا لمرشحه لاباستيدا. وأكد كارتر ان الحزبين الرئيسيين المعارضين، "العمل الوطني" و"الثوري الديموقراطي" ابلغاه اموراً مشابهة. وقال ان "هناك اسباباً تدعو الى القلق نظراً لأن الحزب الحاكم منذ اكثر من 70 عاماً يتولى زمام الأمور في البلاد".