في اطار الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المتحف المصري في قلب القاهرة يقام حالياً في احد الأجنحة معرض يحوي كل القطع الاثرية المكتشفة خلال ال50 عاماً الاخيرة من القرن العشرين. امين المتحف وعضو اللجنة المنظمة للمعرض سيد حسن يقول ان المعرض يحوي 160 قطعة اثرية لم تعرض من قبل وهي التي اكتشفتها بعثة اثرية اجنبية تمثل 15 دولة مختلفة منها فرنسا والولايات المتحدة الاميركية وروسيا واسبانيا وايطاليا والنمسا والسويد وتشيكيا وهنغاريا، إضافة الى القطع الاثرية التي اكتشفها المجلس الاعلى المصري للآثار والمتحف المصري. يحوي المعرض الذي يظل مفتوحاً امام الجمهور الى تموز يوليو المقبل قطعاً اثرية تمثل كل فترات التاريخ الفرعوني بداية من عصر ما قبل التاريخ وانتهاءً بالعصرين اليوناني والروماني. ويحوي الاصدارات التذكارية في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في مناسبة وضع حجر اساس المتحف عام 1897، وافتتاحه للزوار عام 1902. ومنها صندوق خشبي موشى بالفضة يحتوي على المحبرة والقلم اللذين استخدمهما الخديوي في توقيع قرار تأسيس المتحف. وكذلك القلادة الفضية للخديوي عباس حلمي الثاني والميداليات البرونزية لكل من ماسبيرو، اول من تولى ادارة المتحف المصري، ودومورغاب مدير عام الآثار المصرية وقتذاك. ويحوي المعرض مقتنيات نادرة ومنها القطع الاثرية التي اكتشفها معهد الآثار الالماني اثناء الحفريات التي قام بها في ابيدوس، وهناك اكتشفت جبانة ملكية تحوي مقبرة للحكام من الاسرتين الاولى والثانية في الفترة بين 3000 و2700 ق.م. إضافة الى محتويات الجبانة من احجار كريمة واسلحة واثاث وادوات كتابة تكشف عن مدى التطور الثقافي في الدولة المصرية القديمة. مقتنيات ثمينة ومن المعروضات محتويات مقبرة "خيتيكسا" التي عثرت عليها البعثة الفرنسية في واحة الداخلة على بعد 800 كلم جنوبالقاهرة، وتحديدا في وادي البلاط وفي موقع "عين سيل" تحديداً وهو اقدم موقع للوجود الفرعوني في الواحة. وبلغت "عين سيل" ذروة الرخاء في عهد الاسرة السادسة وبنيت اثناءها جبانة تحوي سبع مقابر ضخمة للحكام الذين عينهم الملك بيبي الثاني في واحة الداخلة. وكانت اولى المقابر المكتشفة مقبرة الحاكم "خيتيكسا" وولده الذي تولى ايضاً حكم الواحة، ومات كلاهما في سن مبكرة. ومن اهم مقتنيات المقبرة المعروضة تمثال الإله اموند وزوجته "موت" اللذين انقذهما من النسيان مشروع مشترك بين المركز الاميركي في القاهرة والمجلس الاعلى للآثار، اذ اعيد تركيب الاجزاء المفككة والتي وصل عددها الى مئة قطعة، وذلك بعد تعرض التمثال للانهيار نتيجة حادث سطو. وكان معهد الآثار الروسي لعب دوراً مهما في اكتشاف مقبرة "لوفا" في منطقة ابو صير. و"لوفا" تعني بالهيروغليفية الرجل العظيم. وكان احد كبار الموظفين في الاسرة ال27. وكانت مقتنيات المقبرة ثرية للغاية، وبينها 22 قطعة من الاحجار الكريمة والخزفية وعدد من اوراق البردى تمثل نصوص كتاب الموتى علاوة على نصوص دينية اخرى. وضمّ المعرض عدداً من الآثار التي حصلت عليها فرق البحث الاثرية، ومنها تمثال ذهبي ل"حتحور" الهة الحب والموسيقى وتمثال نصفي من الغرانيت للملك رمسيس الثاني من الاسرة ال19 وتمثال حجري لامرأة تحمل اربعة امراء واميرات من الاسرة ال18 عثر عليها على مقربة من الزقازيق. ومن ابرز المعروضات كذلك تمثال كان عثر عليه في مقابر العمال الذين بنوا الاهرامات، واهمها تمثال القزم برعنخ وهو نموذج نادر للتماثيل الشخصية غير الملكية المصنوعة من البازلت. ويعكس مهارة شديدة في رسم الملامح، اذ تظهر في التمثال عضلات الصدر والرقبة، والاكتاف القوية ويظهر برعنخ وقد امسك هراوة قوية بين يديه. ومعروف ان المتحف المصري وقت افتتاحه كان يحوي 35 الف قطعة اثرية وصلت الى 99 الف قطعة في العام الماضي.