برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بدأت السبت الماضي فعاليات المخيم الكشفي العربي ال 24 بمشاركة 16دولة عربية، في مدينة الطائف غرب السعودية في حضور عدد من المسؤولين بينهم ولي عهد قطر الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني والامير رشيد بن الحسن الثاني. وكانت السعودية، ممثلة في وزارة المعارف، انتهت قبل اسبوعين من تشييد مدينة الملك فهد الكشفية والتي تكلف إنشاؤها أكثر من ستة ملايين ريال سعودي. وقال قائد المخيم الكشفي الدكتور عبدالله المسعودي ان المدينة تقع على مساحة 52 ألف متر مربع وتضم صالة استقبال لكبار الزوار وملاعب رياضية متعددة ومسجداً يتسع لألف مصلّ وثلاثة مسارح، إضافة إلى صالتي طعام لأكثر من 300 شخص ومبان إدارية للسكرتارية والقيادة العامة، ومساحات للتخييم تستوعب أكثر من 350 خيمة، وعشرة صواوين وصالة معارض كشفية وفنية. وأضاف المسعودي ان المدينة تحوي ورشاً للهوايات وأربع وعشرين مطبخاً موزعة على المخيمات الفرعية ومطعم رئيسي بالإضافة إلى 7 آبار وبيت شعر لكل معسكر فرعي بمساحة 70 متراً مربعاً وإذاعة داخلية و40 خطاً هاتفياً. وأضاف المسعودي أن هناك صالات للإنترنت ومجمعاً للخدمات يشمل البقالة وصالون للحلاقة وبوفيه للوجبات الخفيفة. الجدير ذكره أن المدينة تم توزيعها إلى خمسة معسكرات اطلقت عليها اسماء أبرز الأماكن في محافظة الطائف وهي معسكرات الهدا والشفا والردّف وعكاظ والقيم وشبرا. وعن المعاني التي يمثلها العمل الكشفي، قال المشرف التربوي في قسم البحوث التربوية في إدارة التعليم في مدينة تبوك عبدالفتاح بن أحمد الريس: ان النشاط الكشفي والذي يمثل في جوهره ومضمونه كثيراً من الممارسات الإيجابية للسلوك الإنساني الهادف للبناء سواءً ما كان منه عائداً إلى ذاتية الكشاف بما يكتسبه من مبادئ رفيعة للسلوك الحسن من الصدق والأمانة والالتزام والصبر والاجتهاد والحيوية والتعاون وتحمل المسؤولية، أو ما كان منه عائداً إلى المجتمع من خلال ما يقوم به الكشاف من خدمات إنسانية جليلة تجاه الآخرين وفق خطة مرسومة منظمة. ولأن للكشافة أهميتها في حياة الناس فقد جاء الاهتمام بها منذ القدم، في الوقت الذي أشارت فيه إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الكشافة عربية الأصل، كما تبين لكثير من الناس ان الكشاف المسلم على وجه الخصوص يتميز بحماسة منقطعة النظير وان عطاءه كثير لا تهمشه الظروف ولا الوقت ولا المكان، إذا ما قورن بغيره من الكشافين لدى المجتمعات الأخرى غير المسلمة، ما نلمسه بوضوح من خلال الأعمال النبيلة التي يقوم بها الكشاف أو الكشافين في بلادنا من منطلق العقيدة الإسلامية الراسخة التي تؤجج فيهم دائماً حب الخير والعمل الصالح لخدمة الإنسانية أينما وجدوا، ابتغاء مرضاة الله وطمعاً في ثوابه عز وجل والشواهد على ذلك كثيرة أقربها إلى الذهن الأماكن المقدسة وخدمة المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام. ولفت الريس الى أن استضافة السعودية للمخيم الكشفي العربي ال 2 ما هي إلا ترجمة حقيقية لمدى أهمية الكشافة في خدمة الإنسانية إضافة إلى ما سيتركه هذا اللقاء الكشفي من تواصل مبهج، في إطار من المودة الخالصة بين الأشقاء العرب. تشارك من السعودية هذا العام 42 فرقة كشفية من مختلف مناطق المملكة التعليمية، وقال قائد المخيم للشؤون التنفيذية محمد القرني ان عدد الكشافة السعوديين المشاركين في المعسكر اكثر من 500 كشاف اضافة الى 500 طالب للمشاركة في عروض الافتتاح. وكانت جمعية الكشافة العربية السعودية تأسست عام 1961 في مرسوم ملكي، على أن النشاط الكشفي في المملكة يعود إلى ما قبل ذلك التاريخ. وتهدف جمعية الكشافة العربية السعودية إلى نشر التربية الكشفية وتشجيعها وتنظيمها مع المساهمة في تهيئة النشء وتوجيه الشباب وإعدادهم تربوياً وثقافياً واجتماعياً وتنمية ولائهم للدين ثم للمليك والوطن. وتقوم الجمعية بالإشراف على التربية الكشفية من خلال أربعة قطاعات رئيسية هي: وزارة المعارف - الجامعات السعودية - الرئاسة العامة لرعاية الشباب - المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. وعلى مدى 38 سنة تتشرف جمعية الكشافة العربية السعودية وتسعى جاهدة إلى تقديم الخدمة للجميع، خصوصاً ضيوف الرحمن الذين يفدون سنوياً لأداء مناسك الحج أو العمرة، حيث يكون لها حضور فاعل ومؤثر، حيث يشارك سنوياً المئات من شباب الكشافة بإرشاد التائهين ورعاية المرضى ومراقبة صلاحيات المواد الغذائية، إضافة إلى تنظيم المحاضرات وتوزيع النشرات والكتيبات التوعوية. ومن إسهامات الجمعية تنظيم عدد من دورات تدريبية كشفية لتأهيل القيادات الكشفية على المستويين العربي والمحلي في مجال الشارة الخشبية، ومساعدي قادة التدريب وقادة التدريب، إضافة إلى تنظيم دراسات تخصصية للقادة المتفرغين. وكذلك فإن الجمعية الكشفية العربية السعودية لها حضور فاعل في المحافل العربية والدولية من خلال المساهمة في المؤتمرات والمخيمات والندوات والدراسات واللقاءات الكشفية. ولفت وكيل عمادة القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة الدكتور ادريس الترك الى ان هذا المخيم يُعدّ مناسبة طيبة في التواصل والألفة وتبادل الخبرات بين كشافة الدول العربية، وإذا كان شعار الكشافة في كل مكان وزمان هو الصدق والإخلاص في العطاء الإنساني فما هي حال الكشاف المسلم؟ لا شك أن الكشاف العربي المسلم يحمل هذه الشعارات ويطبقها تطبيقاً مثالياً من غير أن يكون هناك هدف مادي أو مقصد شخصي، فقد نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم لمساعدة كل من يحتاج المساعدة بهدف نيل الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى. وأشاد بالبرامج والمسابقات والندوات والأنشطة الداخلية والخارجية للمخيم التي يرى أن لها فوائد تعود بالنفع الكبير على تشكيل شخصية الكشاف العربي المسلم، خصوصاً أن من ضمن البرنامج أداء العمرة وزيارة المسجد الحرام تتويجاً متميزاً لهذا البرنامج. وكانت اللجنة المنظمة للمخيم الكشفي اعدت اوبريتاً غنائياً يحمل عنوان "نحن كشافة العرب" من تأليف الشاعرين مصطفى سلمان ومحمد بخاري ولحنه الفنان طلال باغر، وقام بادائه كل من الفنان عبدالله رشاد والفنان محمد عمر واخرجه عبدالرزاق العامري.