حذّر "حزب الله" أمس من "نيّات مشبوهة" لدى الإدارة الأميركية إثر اعتقال أجهزة الأمن في الولاياتالمتحدة 18 لبنانياً يُزعم انهم متورطون في مؤامرة كبيرة لدعم الحزب الشيعي اللبناني الذي تضعه واشنطن منذ 1997 في قائمة "المنظمات الإرهابية". ويُعتقد أنها المرة الأولى التي تستهدف أميركا أنصار "حزب الله" على أراضيها. وقال "حزب الله" في بيان وزّعه في بيروت رداً على إعتقال ال 18 في ولاية نورث كارولاينا: "إن حزب الله أكد أكثر من مرة وفي غير مناسبة ان ليس له تشكيلات تنظيمية خارج لبنان لا في أميركا ولا في غيرها"، وأضاف "ان الطريقة التي نُشر فيها الخبر والتهم المنسوبة الى المعتقلين تدل على نوايا مشبوهة وأهداف سياسية تسعى الإدارة الأميركية الى تحقيقها، وهي ليست خافية على أحد". وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" ان 250 عنصراً من أجهزة الأمن الفيديرالية شنّوا حملة دهم واسعة فجر أمس على منازل ومؤسسات تجارية للبنانيين في شارلوت كارولاينا الشمالية واعتقلوا 18 شخصاً بتهمة دعم "حزب الله". وقالت ان المعتقلين، ومعظمهم ينحدر أصلاً من إحدى الضواحي الجنوبية لبيروت، كانوا يشكْلون "خليّة ناشطة لحزب الله في كارولاينا الشمالية" وكانوا يتاجرون في السجائر المهرّبة وتبييض الأموال التي تُرسل لاحقاً الى قادة الحزب في لبنان. ونسبت هذه المعلومات الى ملف حوى شهادات قدّمها الإدعاء أمام محكمة فيديرالية في الولاية. وأكد مدعي العام في كارولينا الشمالية مارك كالوي انه "لم يتم توجيه اي تهم بالارهاب لاعضاء المجموعة، وأنه تم اعتقال 17 حتى الآن ولا تزال هناك امراة يتعقبها ال "اف بي اي" ويعتقد انها موجودة في سان فرانسيسكو". الاسماة التي تم الاعلان غنها حتى الان هي شخصين من عائلة حمود وشخصين من علئلة درويش بالاضافة لشخص من عائلة حرب. ووجهت الى سبعة من الموقوفين تهمة "مخالفة قوانين الهجرة وتهريب الدخان وغسيل الاموال". العملية التى شارك فيها بالاضافة الى اف بي اي مكتب الامن الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية بدات منذ ثلثا سنوات ونصف واطلق عليها اسم Smokescreen. وابلغت وزارة العدل الاميركية السفارة اللبنانية بالتوقيفات والتهم الموجهة اليهم. وقالت مصادر الوزارة انها لم تتسلم حتى الآن طلباً من السفارة لمقابلة الموقوفين. وأعلن ان مكتب التحقيق الفيديرالي استطاع زرع مخبرين داخل اعضاء المجموعة. ويُزعم ان أحد المتهمين وحده أرسل أكثر من مليون دولار أميركي الى "حزب الله". ولم تُحدد السلطات كمية الأموال التي حوّلت الى الحزب اللبناني الذي كان رأس حربة المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وقالت "نيويورك تايمز" ان زعيم المجموعة المعتقلة يُدعى محمد يوسف حمّود الذي يُوصف بأنه تلقى تدريباً قتالياً لدى "حزب الله" و"انه لت يتردد" في تنفيذ عمليات إرهابية إذا أُمر بالقيام بها. واتُهم شخص آخر من المجموعة يُدعى سعيد حرب بالمساعدة في شراء معدات تقنية ل "حزب الله" بينها أنظمة توجيه عالمية ومناظير رؤية ليلية وكمبيوترات. وصادرت أجهزة الأمن أيضاً الكثير من محتويات منزل متهم آخر هو علي فايز درويش وُجّهت اليه 8 تهم. وتأكد ان أجهزة الأمن الأميركية على معظم معلوماتها عن الخلية من خمسة مخبرين زُرعوا فيها.