سيدني - رويترز- من المؤكد أن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في سيدني ستشهد تحطيم الرقم القياسي لعدد مستخدمي شبكة "الانترنت" عالمياً لمتابعة الاحداث، التي سيستحيل مواكبتها كلها نظراً الى تزامن مواعيد الألعاب الكثيرة من جهة، وفارق التوقيت الزمني بين القارات من جهة اخرى، علماً أن توقيت استراليا يتقدم على سبيل المثال لا الحصر توقيت بريطانيا بفارق تسع ساعات، وتوقيت الولاياتالمتحدة الاميركية بفارق 13 ساعة. وتضمن الانترنت ميزات اضافية للمتابعين على غرار النتائج المفصّلة والدقيقة والتحليلات والتعليقات والاحصائات غير المحدودة والتي لا توفرها التغطية التلفزيونية الحيّة للأحداث، ما يجسد أهمية دورها الكبير. الا ان السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح الانترنت في الامتحان وتوفر الخدمة المثالية في ظل ارتفاع عدد المستخدمين الذين ينشدون المتابعة الدقيقة وبلغات عدة؟ ويأتي الجواب هنا من شركة "اي بي ام" لتكنولوجيا الكومبيوتر التي أعلنت على لسان احد مسؤوليها في مجال استراتيجية الانترنت انها وضعت هيكلية متينة للبرامج كلفت ملايين الدولارات من أجل ضمان الفاعلية الكبيرة، وتحقيق هدف وضع المتابعين مباشرة في قلب الأحداث. الا ان نقطة ضعف الشبكة الخاصة بالدورة ستتمثل في عدم توفيرها خدمة الصور الحية في شكل مكثف، وهو اجراء اتخذته اللجنة الأولمبية الدولية من أجل حماية حقوق وسائل الاعلام. وعلى رغم أن خدمات الانترنت شملت دورتي اتلانتا عام 1996 وناغانو الشتوية عام 1998، الا أن خبراء الكومبيوتر يعتبرون ان الخدمات الحالية تعكس الصورة الأكثر واقعية بسبب اتساع قاعدة الانتشار العالمي. ويبلغ اجمالي عدد المستخدمين للانترنت اليوم 275 مليون شخص في مقابل 40 مليوناً في عام 1996، ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى 450 مليون شخص في نهاية السنة، علماً أن الدراسات كشفت أن الرياضة تشكل مصدر اهتمام المستخدمين الرئيسي. ويعود هذا الارتفاع في الأعوام الأربعة الأخيرة الى انتشار الانترنت في دولتي الصين والهند اللتين تضمان ثلث عدد سكان الأرض، وعملهما على ترويج الاستخدام بلغتيهما الخاصتين. وبالعودة الى شركة "اي بي ام" فهي اتخذت كل الاحتياطات لتفادي ارتكاب الأخطاء الفادحة في المعلومات كما حصل في دورة اتلانتا حين حُدد طول الملاكم التنزاني حاجي ماتوملا ب35،6 امتار، بينما بلغ طول منافسه الأوغندي فرانكو ارجنتو 57 سنتيمتراً فقط! كما أُعلن عن تحطيم الدراج ماكغي رقماً قياسياً قبل ساعات من موعد السباق. وكانت الشركة التي ترتبط بعقود انشاء شبكات ل35 استحقاقاً عالمياً بارزاً من بينهم بطولتا رولان غاروس الفرنسية وويمبلدون البريطانية في كرة المضرب، باشرت عملها لتهيئة المواقع منذ انتهاء دورة اتلانتا. وهي لجأت الى تطوير برامجها القديمة التي اثبتت فاعليتها، وتوسيع قدرة استيعابها للمعلومات بدلاً من المجازفة باستخدام برامج جديدة، من هنا يمكن تصنيف نظام العمل الحالي بالأكثر تطوراً، وهو سيغير بالتأكيد معايير النظر الى الأحداث الرياضية.