منذ سنوات والمخرج الصيني جون وو يعيش في عاصمة السينما الأميركية، حيث يحقق نجاحات في أفلام الحركة والتشويق تكمل النجاحات التي بدأها في هونغ كونغ، عبر افلام بالعشرات أوصلت صيته الى الغرب قبل وصوله هو. وبلغ من نجاح وو في هوليوود، ان وقع عليه اختيار توم كروز ليحقق له فيلمه الأخير "المهمة المستحيلة -2"، الذي يشغل الصحافة والناس هذه الأيام. وكان عرض الفيلم مناسبة دفعت النقاد الى الحديث عن وو وسينماه التي تستغل تقنيات السينما والصورة الى أبعد الحدود، وكذلك مناسبة لإجراء حوارات عدة مع هذا المخرج الذي لم يعتد الثرثرة قبلاً. وقد تركز معظم الحوادث على العلاقة المهنية التي قامت بين وو وكروز، خصوصاً ان نقاداً كثراً لاحظوا ان وو انما شاء ان يبدع لكروز شخصية جديدة، تبعده عن شخصيته المعهودة وتقربه من عالم وو نفسه، عالم ابطال الحركة والمجازفة. وعن سؤال من هذا النوع رد وو قائلاً: "في الحلقة الأولى من "المهمة المستحيلة" من اخراج برايان دي بالما احسست ان البطل بارد بعض الشيء، وشديد الجدية. ولم نره يبتسم على الاطلاق. وفي الحياة الطبيعية لاحظت ان توم يبتسم دائماً حين نتحدث اليه. وشعرت ان هذه هي الشخصية التي اريد ان اراها على الشاشة. لذلك، ولو كان الفيلم تجارياً، حاولنا ان نجعله واقعياً بعض الشيء، وله بطل حقيقي غني بالأحاسيس والمشاعر، يحب العيش والناس. حاولنا ان نرسم له صورة مغايرة للصورة الجيمس بوندية. وهذا ما حدد شكل ظهور توم في الفيلم بشعره الطويل وثيابه الرياضية، وكذلك بتعابير وجهه ذات السمة الانسانية هذه المرة". من ناحية أخرى، أجاب وو عن سؤال يتعلق بغربته وعيشه في هوليوود قائلاً انه يشتاق الى هونغ كونغ، لكنه يحب الحياة في لوس انجليس "حيث اشعر انني اكثر راحة. ففي هونغ كونغ الناس كثر، يعملون كالمجانين سبعة ايام في الأسبوع. ولا يدخل هذا في مزاجي...".