سقط سفاح سائقي سيارة الأجرة في امارة ابوظبي بيد رجال الامن بعد ان تمكن خلال الايام الاخيرة من قتل خمسة من السائقين وسلبهم المبالغ النقدية التي كانت بحوزتهم. ووضع سقوط السفاح بيد قوات الامن الاماراتية حدّاً لموجة من الاشاعات التي انتشرت على مدى الاسبوعين الماضيين عن جرائم قتل تطال سائقي سيارات الاجرة وأفراداً آخرين يقيمون في دولة الامارات، الامر الذي أثار الذعر والحيطة والحذر بين سائقي سيارات الاجرة واتخاذهم مواقف من الركّاب وصلت في كثير من الاحيان الى حدّ الشجار والصدام وتدخّل رجال الامن لفضّ الاشتباكات الناجمة عن الخوف من وصول السفاح وظهوره في اكثر من موقع. وسيطرت ظاهرة السفاح قبل اعتقاله على المجتمع الاماراتي الذي يعيش منذ سنوات طويلة حالة امنية مستقرة رغم وجود جاليات لأكثر من 150 دولة من دول العالم لها عادات وتقاليد مختلفة وتمثّل شرائح اجتماعية متباينة وذلك في ظل ظروف اقتصادية مريحة تحدّ من ارتكاب الجرائم المالية الصغيرة. واذا كانت الامارات قد عانت خلال الاشهر الاخيرة من ظاهرة هروب عدد من كبار التجار الآسيويين من الامارات بعد حصولهم على قروض وتسهيلات مالية وصل بعضها الى اكثر من بليون درهم، برزت ظاهرة سفّاح سيارات الاجرة لسلبهم ما بحوزتهم من اموال زهيدة. واعلنت وزارة الداخلية في بيان لها مساء السبت عن القاء القبض على المجرم الذي ارتكب جرائم قتل عدة خلال الايام القليلة الماضية في اماكن مختلفة من امارة ابوظبي ركّز فيها على سائقي سيارات الاجرة. وكشفت الوزارة في بيانها الذي وزعته وكالة انباء الامارات الرسمية ان المجرم ويدعى جنيد . ب باكستاني الجنسية وان جميع ضحاياه من ابناء جنسيته. ويشكّل الباكستانيون اضافة الى الهنود معظم سائقي سيارات التاكسي في دولة الامارات التي تنتشر فيها سيارات الاجرة بكثافة بالغة باعتبارها تشكّل احد مصادر الدخل للأسر المواطنة، ومصدر رزق لا بأس به للباكستانيين والهنود وغيرهم من افراد بعض الجنسيات الآسيوية والعربية الذين لا يجيدون العمل في مهن اخرى. واكدت الوزارة ان القاتل اعترف اعترافاً كاملاً بجميع جرائمه وانه كان يسلب الضحايا المبالغ النقدية التي كانت بحوزتهم، كما اعترف بعدم وجود شركاء له في ارتكاب هذه الجرائم. وكشفت الوزارة في بيانها طريقة القتل التي كان القاتل يستخدمها واتبعها مع جميع ضحاياه، اذ قالت انه كان يقدّم لهم مشروباً غازياً بعد ان يخلطه بمادة ال"لانيت" وهي مادة سامة تستخدم في ابادة الحشرات والجرذان ومحظور تداولها في دولة الامارات. وتؤدي هذه المادة بمن يتناولها الى فقدان الرؤية والوعي وتوقف قلبه عن النبض بعد نحو ست دقائق من تناولها. وكشفت وزارة الداخلية في بيانها ان القاء القبض على السفاح كان بتوجيهات من القيادة في الامارات واكدت ان اجهزة الامن الاماراتية "قادرة على ملاحقة كل من تسوّل له نفسه ازهاق ارواح الناس من مواطنين ومقيمين على ارض الامارات والعبث بمقدّرات الدولة والشعب وزعزعة الاستقرار". وقالت ان "يد العدالة قادرة على الوصول الى المجرمين مهما تخفّوا بوسائل او ابتدعوا من حيل لتضليل العدالة". وان "الوزارة بكل قطاعاتها قادرة على التعامل مع كافة القضايا التي تطرأ على الساحة وبشكل يتلاءم مع طبيعتها". وبررت الوزارة تأخرها في الكشف عن السفاح الذي ملأت اخبار جرائمه الاسماع وترددت بكثرة ولحقت بها اشاعات تضخيم للاحداث بأن عدم نشر اي معلومات حول الحوادث التي ارتكبها المجرم كان نتيجة لضمان سير مجريات التحقيق بالشكل المطلوب وبما يخدم العدالة وحرصاً على استقرار المجتمع. وتتوقع مصادر وزارة الداخلية احالة السفاح على القضاء واكدت ان عقوبة الجرائم التي ارتكبها الاعدام.