قتل نائب مدير منظمة الأغذية والزراعة فاو في بغداد وشخص آخر في مقر فرع للمنظمة، وجرح سبعة آخرون بعدما اقتحم مسلح عراقي المقر واحتجز حوالى خمسين موظفاً رهائن، مهدداً بتفجير المبنى. وأعلنت الأممالمتحدة ان المسلح قدم مطالب، قبل اعتقاله، أبرزها رفع الحظر الدولي عن العراق. وأكد العراقي فؤاد حسين حيدر في مؤتمر صحافي عقد في مركز للشرطة ان "الحصار وموت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ" دفعاه إلى الاعتداء على مقر "فاو"، مشيراً الى انه اطلق النار دفاعاً عن النفس بعدما استهدفه الحرس العراقيون. والحادث هو الأول من نوعه في هذا البلد منذ سنوات طويلة، علماً أن الطائرات المدنية العراقية كانت هدفاً للخطف خلال الحرب مع إيران 1980 - 1988. وكان مصدر في ممثلية الأممالمتحدة في العاصمة العراقية أكد أن عملية تطويق مقر "فاو" في منطقة "الجادرية" الفخمة في بغداد، والتي تضم قصور كبار رموز القيادات العراقية ومنها قصر عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين، استمرت ساعات قبل ان تنتهي باقتحام سلطات الأمن العراقية المبنى واعتقال المسلح العراقي. وأعلن ناطق باسم منظمة الأغذية والزراعة ان المسلح كان يطالب برفع الحظر عن العراق و"زيادة الحصة التموينية للعراقيين واقامة نصب يجسد معاناتهم بسبب الحصار"، كما طالب بوضع طائرة تحت تصرفه لنقله من بغداد الى عمان، وكشفت مصادر عراقية أنه كان يسعى للانتقال إلى بلد أوروبي لمنحه اللجوء السياسي. وذكر الناطق ان تلك المطالب كانت مكتوبة على ورقة كلف المهاجم البستاني في مبنى "فاو" تسليمها الى المسؤولين في الأممالمتحدة، بعدما أطلق النار من بندقية "كلاشنيكوف" على موظفي المنظمة، مما أدى الى مقتل اثنين وجرح سبعة آخرين. ولم تكشف أجهزة الأمن العراقية جنسية المسلح. وكان رئىس قسم الاعلام في "فاو" نيك بارسونز قال لوكالة "رويترز" ان "رجلاً سيطر على المكتب، وطوق الجيش المكان ثم اتخذ قرار باقتحام المكتب وحصل اطلاق نار لكننا لا نعلم من اي طرف، وقتل اثنان من العاملين أحدهما دولي والآخر عراقي". واضاف: "نعتقد أن هناك مصابين وجروحهم خطيرة". وأكدت المنظمة ان أربعة من الحرس العراقيين اصيبوا في الحادث. وتحيط السلطات العراقية العاملين في المنظمات الدولية بحماية خاصة "خوفاً من غضب المواطنين"، وبعدما هاجمت مجموعات عراقية غاضبة في حوادث متفرقة مفتشين دوليين في مناطق من بغداد، يراقبون تطبيق "مذكرة التفاهم" مع الأممالمتحدة وتوزيع الاغذية والأدوية. وعلم أن العراقي فؤاد حسين حيدر دخل مبنى "فاو" صباحاً وبدأ يطلق النار في شكل عشوائي، وأكد الناطق باسم المنظمة في روما أنه احتجز أكثر من أربعين رهينة لمدة ساعتين، فيما قال مسؤول في "فاو" في العاصمة العراقية إن حيدر كان يحمل بندقيتين وقنابل. وندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بمقتل الموظفين الدوليين في بغداد. وأعلن الناطق باسمه في نيويورك، مانويل دي المايدا اسيلفا، ان مسلحاً دخل مقر منظمة الأغذية والزراعة "زعم أنه يحمل متفجرات وقدم عدداً من المطالب تتصل بالوضع الراهن للعقوبات، مهدداً بنسف المبنى إذا لم تلب مطالبه". وأكد الناطق مقتل اثنين من موظفي المنظمة وجرح ثلاثة آخرين وأربعة حراس عراقيين. وتابع ان محمد فرح، منسق "فاو" الذي كان في مهمة في بغداد اصيب فيما كان يحاول القفز من المبنى بعدما بدأ اطلاق النار. وزاد ان المسلح احتجز مستشاراً من نيبال رهينة لأكثر من ساعتين في باحة مكتب "فاو"، بينما احتجز الآخرين داخل المبنى. وأشار إلى ان المسلح استسلم للشرطة و"بطلب من المنسق الأمني للأمم المتحدة، تحقق الحكومة العراقية في الحادث" الذي ادى إلى مقتل يوسف عبدالله صومالي ومروان محمد حسن عراقي.