لندن - "الحياة"، رويترز - تحرك الدولار في نطاقات ضيقة مقابل اليورو والين أمس في الاسواق الاوروبية في انتظار قرار لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي في شأن اسعار الفائدة الذي كان يتوقع ان يصدر بعد اقفال الاسواق الاوروبية. وعلى رغم ان معظم المحللين يعتقد ان لجنة السوق لن تتخذ قراراً برفع الفائدة، الا ان الحذر ظل سائداً حتى يصدر مجلس الاحتياط بياناً في شأن ذلك. وقال ستيف بارو خبير العملة في مؤسسة الوساطة "بير ستيرنز" في لندن: "انها لعبة انتظار اليوم أمس. حتى وان كانت السوق على يقين مما سيحدث فانها غير مستعدة للمخاطرة". وأضاف: "اعتقد ان الاتجاه العام لا يزال يتمثل في هبوط اليورو مقابل الدولار وصعود الدولار مقابل الين ولكن الى اي حد ستصل هذه الاتجاهات... هذا غير واضح". وسجل اليورو في الاسواق الاوروبية 0.9437 دولار مقابل 0.9433 دولار في اواخر التعامل في لندن أول من أمس. وازاء العملة اليابانية سجل الدولار 105.59 ين مقابل 105.515 ين في اواخر التعامل أول من أمس. واشار محللون الى ان تقلبات اسعار العملات ترجع الى تعديل المراكز في انتظار قرار الفائدة الاميركية. وقال ميتول كوتيشا رئيس ابحاث الصرف الاجنبي في مصرف "كريدي أغريكول اندوسويز": "التأثير الرئيسي على الدولار سيكون من البيان المصاحب لقرار مجلس الاحتياط الفيديرالي اليوم أمس". ويتوقع ان يبقي مجلس الاحتياط على اسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماعه أمس وان كان من المرجح ان يحذر مسؤولوه من ان الحرب ضد التضخم لم تنته بعد. ورفع المجلس اسعار الفائدة ست مرات في الاثني عشر شهراً الماضية لتصل الى اعلى مستوى في نحو عقد في محاولة لابطاء الاقتصاد الاميركي وتجنب ارتفاع معدل التضخم. وكانت آخر زيادة في الفائدة في 16 أيار مايو الماضي بمقدار نصف نقطة مئوية الى 6.5 في المئة. وتشير الاحصاءات الاقتصادية الاخيرة الى عدم وجود ضرورة لرفع الفائدة في الوقت الحاضر، فتراجع مبيعات التجزئة على مدى شهرين وتقلص نشاط بناء المساكن بالاضافة الى ارتفاع معدل البطالة تشير جميعاً الى ان الاقتصاد الاميركي بدأ يتباطأ. وقال روبرت ديديريك المستشار الاقتصادي في شركة "نورثرن تراست": "كل شيء يشير الى عدم وجود حافز قوي للتحرك". وخلص استطلاع اجرته "رويترز" الاسبوع الماضي وشمل 29 متعاملاً في سندات الخزانة الاميركية الى انهم جميعا باستثناء ثلاثة يتوقعون ان يرفع مجلس الاحتياط اسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 22 آب اغسطس. وتعزز اليورو أمس بفضل اسعار الواردات الالمانية في ايار مايو الماضي، اذ جاءت اقوى من التوقعات مسجلة زيادة بنسبة اثنين في المئة مقارنة بالشهر السابق و7،11 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وعلى صعيد اليورو قال كوتيشا: "بيانات اسعار الواردات الالمانية كانت قوية جداً واعطت البنك المركزي الاوروبي ذخيرة اضافية لرفع اسعار الفائدة الى جانب ارتفاع اسعار النفط والضغوط التضخمية التي لا تزال مزمنة عبر منطقة اليورو". وقال كبير اقتصاديي البنك المركزي الاوروبي اوتومار ايسينغ في حديث لمجلة المانية ان البنك سيتخذ اجراءً "مناسباً" اذا هدد ضعف اليورو استقرار الاسعار. واضاف ان البنك سيعمل على ان تظل نسبة التضخم في المنطقة دون السقف الذي حدده البنك عند اثنين في المئة السنة المقبلة.