أقال الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، مساء الإثنين، السيد عبدالمجيد تبون من منصبه وزيراً للإتصال الإعلام والثقافة من دون تحديد الأسباب. لكن يُعتقد ان لها علاقة بتداعيات زيارة الوفد الإعلامي الجزائري إلى إسرائيل. وعين بوتفليقة السيد تبون في منصب وزير منتدب مكلف الجماعات المحلية لدى وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد يزيد زرهوني. وفي حين تردد أن قرار تنحية الوزير متعلّق بفشل محاولات بذلها لوقف زيارة الإعلاميين إلى الدولة العبرية، قال بعض المصادر أن السبب "خطأ مهني" إرتكبه الوزير بعد تأكد أجهزة الحكومة ان صحافياً يعمل في القناة الفضائية الجزائرية وفي الوقت نفسه في "يومية وهران"، في عداد الوفد الذي يزور إسرائيل. غير ان مصادر أخرى قالت أن تحويل الوزير إلى الداخلية يهدف بالدرجة الأولى إلى مساعدة زرهوني في مهماته خلال الفترة المقبلة، إذ انه سيضطر إلى السفر إلى الولاياتالمتحدة للخضوع لعملية زرع كلية. وعلم أمس من مصادر في الوفد الإعلامي أن أعضاءه ينوون العودة إلى باريس بعد الإنتقادات الحادة التي وجهت اليهم. في موازاة ذلك، دانت وزارة الإعلام الوفد "لما يحمله من خيانة للقضية العربية العادلة ولنهج البلاد في مايتعلق بالعلاقات مع اسرائيل". وأكدت أنها "لم تطلع رسمياً" على هذه الزيارة، وأنها أبلغت أعضاء الوفد معارضتها زيارتهم على أساس أنها "خيانة" لموقف الجزائر رفض التطبيع قبل اعلان الدولة الفلسطينية والانسحاب من الجولان. وأثارت زيارة الإعلاميين ردود فعل داخلية شديدة. فقد وصف "التجمع الوطني الديموقراطي" الزيارة ب"رحلة مشؤومة الى الكيان الصهيوني" اعتبرها "تصرفاً طفيلياً يرمي عبثاً الى تشويه التضامن الدائم والكامل للجزائر دولة وشعباً مع اشقائنا في فلسطينالمحتلة وبقية الدول العربية الشقيقة". أما حزب جبهة التحرير الوطني فندد بما أسماه "المبادرة الخطيرة" واعتبرها "مساساً خطيراً بمصالح الامة العربية" و"خيانة كبرى في حق الشعب الجزائري". وفي حين سجل الاتحاد العام للعمال الجزائريين استياءه للزيارة، إستنكرتها حركة مجتمع السلم واعتبرتها "استخفافا بديبلوماسية الجزائر وشرف الشعب وقوانين الجمهورية". وتولت الصحف المستقلة أمس الدفاع عن نفسها بتوجيه اللوم الى الرئيس بوتفليقة نفسه على أساس انه فتح باب التطبيع مع إسرائيل من خلال مصافحة رئيس حكومتها إيهود باراك خلال تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني. وبينما أبرزت "الخبر" تقريراً مفصلاً بعث به مبعوثها إلى لبنان قبل ايام، تساءلت "الوطن" عن سر تبني الجزائر موقف "ملكية أكثر من الملك". وفي القدس ا ف ب، التزمت الحكومة الاسرائيلية أمس صمتاً مطبقاً على زيارة الوفد الجزائري. ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية افيف شيرون التعليق على هذه المسألة وهل سيختصر الوفد الجزائري زيارته بسبب الجدال القائم حولها. واكتفى بأن الوفد لا يزال في القدس. ويتناقض هذا الصمت مع موقف الوزارة الاثنين عندما دعت الصحافة لحضور بدء اللقاء بين الوفد الجزائري ووزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي. وباستثناء شخصين هما صحافي وجامعية رفض بقية اعضاء الوفد ان تلتقط صور لهم "لاسباب امنية". ودانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر نقابة الصحافيين الفلسطينيين زيارة الوفد و"الهرولة في اتجاه التطبيع" مع إسرائيل. وقالت ان إسرائيل تهدف من وراء ترتيب الزيارة ان "تُعزز الوهم بإنفتاح نظامها السياسي ورغبته في السلام مع العرب". وفي دمشق، شككت صحيفة "البعث" بتأكيد السلطات الجزائرية عدم علمها بالزيارة، وهاجمت ورود هضبة الجولان في برنامج الوفد الجزائري. وفي القاهرة "الحياة"، استنكر اتحاد الصحافيين العرب زيارة الوفد واعتبرها "خرقاً صريحاً لقرارات اتحاد الصحافيين العرب التي تنص على عدم التطبيع مع اسرائيل حتى يتحقق السلام الشامل والعادل". وطالب الإتحاد "بوقفة حازمة مع المطبعين ومعاقبة الذين خرقوا قرارات المقاطعة".