قالت مصادر عسكرية ايرانية مرافقة للرئيس محمد خاتمي في زيارته الصين ان المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني في بكين كانت "جيدة"، وامتنعت عن ذكر تفاصيل. وأكدت ل"الحياة" ان لا علم لديها باحتمالات تعاون بكين مع طهران في مجال الاستفادة من الطاقة النووية "للأغراض السلمية". وانتزعت طهران من بكين تأييداً لموقفها الداعي الى "حفظ الاستقرار والأمن في الخليج عبر دوله من دون تدخل خارجي"، فيما انتزعت بكين من ايران تأييدها لسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. وأكد الطرفان في بيان ختامي بعد محادثات خاتمي والرئيس الصيني جيانغ زيمين، ضرورة اخلاء المنطقة من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية. وكان تأييد الصين لضمان أمن الخليج عبر دوله مكسباً لايران في مواجهة الولاياتالمتحدة، فيما ستتمكن الصين من الدفاع عن تطور علاقاتها مع ايران أمام ضغط واشنطن واسرائيل خصوصاً أن طهران أرادت الظهور بموقف لا تبدو فيه معرقلة لعملية السلام في الشرق الأوسط، على رغم تحفظاتها عن الطروحات الحالية التي ترى فيها تجاوزاً لحقوق الشعب الفلسطيني. وجاءت الدعوة الى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل لتستهدف مباشرة السلاح النووي الاسرائيلي وتعطي دفعاً للموقف الايراني المتمسك باستفادة طهران من الطاقة النووية للأغراض السلمية. وفي اليوم الثاني لزيارته بكين، شدد خاتمي على ضرورة قيام آسيا بدور دولي فاعل، ودعا الى "مشروع جديد لحياة العالم، يقوم على التعددية وليس الأحادية، ويتسم بالتنمية السياسية". وأمام كبار أساتذة جامعة بكين وحشد من طلابها ركز الرئيس الايراني على ضرورة ان تتمتع آسيا ب"اقتصاد قوي، واستقلال سياسي، وأخلاقية ثقافية". ولم يكن مستغرباً ان يشعر الجانب الايراني بامتعاض لتزامن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت لبكين مع زيارة خاتمي. وأوضحت مصادر الوفد الايراني ل"الحياة" ان من أهم النقاط في زيارة الوزيرة "السعي الى عرقلة التطور في العلاقة الصينية - الايرانية"، لكنها استدركت ان لا معلومات لديها بهذا الشأن. الى ذلك أجرى خاتمي محادثات مع رئيس الوزراء الصيني جورونغ تنشي ورئيس مجلس الشعب لي رويي وبحث في آليات تطبيق الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي وقعها مع زيمين، وأبرزها مذكرة تفاهم لتصدير الغاز الطبيعي الايراني الى الصين، وتطوير انتاج المصافي النفطية ومصانع البتروكيماويات وزيادة الصادرات النفطية الايرانية الى بكين. وأبدى خاتمي اهتماماً بوضع الأقلية المسلمة، اذ شارك في صلاة الجمعة في مسجد "نيوجيه"، وسيزور اليوم مقاطعة سين كيانغ ذات الغالبية المسلمة. وهو اطلع على المعالم الاثرية والحضارية الصينية، اذ تفقد "مدينة غوغرن" مقر الاباطرة على مدى خمسمئة سنة، كما يزور اليوم "سور الصين العظيم".