دعا وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى عدم اعتماد مبدأ "الانتقائية" أو "سياسة ازدواجية" في تنفيذ قرارات الأممالمتحدة، فيما تجنب أنان الاشارة الى "أي ضغوط" سيمارسها على اسرائيل لالتزام قرارات مجلس الأمن. وقال: "سأشجع جميع قادة المنطقة على السعي الى السلام". وكرر انه لا يحمل خلال جولته في المنطقة والتي تقوده غداً الى اسرائيل "أي خطة محددة لدفع عملية السلام". وكان الأمين العام للمنظمة الدولية وصل مساء أول من أمس الى دمشق، واستقبله الشرع. واجتمع أمس مع الرئيس حافظ الأسد ثم مع رئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي ووزير الخارجية. وصرح بأن محادثاته تناولت "عملية السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك تنفيذ القرار 425 اضافة الى نواح أخرى تتعلق بالوضع في المنطقة". ونفى أن يكون عرض في سورية أو في الدول الأخرى أي خطة لدفع عملية السلام، "لكنني هنا من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي". وسئل الوزير السوري هل اقترحت بلاده الموافقة على انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان في مقابل موافقة الدولة العبرية على استئناف المفاوضات على المسار السوري، فأجاب: "ليس كل ما يرد في الإعلام يعتبر عرضاً رسمياً، لذلك لا استطيع ان أجيب على ما تطرحه وسائل الإعلام التي تتكلم أحياناً على أمور متناقضة". وتجنب أنان الحديث عن "ضغوط" على اسرائيل لالتزام القرارات الدولية، وقال رداً على سؤال: "سأشجع جميع قادة المنظمة على السعي الى السلام وتطبيق قرارات الأممالمتحدة". وسئل الشرع عن احتمال استئناف المفاوضات السورية على أساس القرارات الدولية، فأجاب: "ان رأي سورية منذ صدور القرارين 242 و338، هو التوصل الى حل عادل وشامل للصراع العربي - الاسرائيلي وتنفيذ هذه القرارات التي استندت اليها عملية السلام، خصوصاً منذ مؤتمر مدريد". وأوضح ان الموقف السوري يقوم على أن "مرجعية مدريد والأسس التي قامت عليها، هي المحرك لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً أن المحادثات التي جرت بين سورية واسرائيل في السنوات السابقة أدت الى بعض النتائج المهمة في اطار مدريد، لذلك لا يجوز السماح لاسرائيل بالتنصل من الالتزامات التي تم التوصل اليها". وجدد الوزير السوري تأكيد بلاده أهمية وجود دور فاعل للأمم المتحدة في مجال مفاوضات السلام، مشيراً الى أن الجانب الاسرائيلي يريد دائماً تجاهل هذا الدور. لكنه شدد على أن "المسؤولية الأساسية تقع الآن على الولاياتالمتحدة لتنفيذ القرارات التي كانت أساساً لمؤتمر مدريد، وللوفاء بالالتزامات التي تم التوصل اليها بين الأطراف،"، في اشارة الى تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين الانسحاب الكامل من الجولان ووضعه هذا التعهد "وديعة" لدى الإدارة الأميركية. وزار أنان مقر القوات الدولية في مرتفعات الجولان السورية ومدينة القنيطرة. وجال في الجامع الأموي واجتمع الى رؤساء الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة في دمشق. وأكد الأمين العام في خطاب أمام القوات الدولية، انه سيقوم خلال وجوده في الشرق الأوسط "بكل ما بوسعي لدعم جهودكم وحض الأطراف المعنية على تحقيق السلام". مجدداً "تأييدنا الجهود الأميركية لإحلال السلام". ورافق أنان في جولته الجولانية السفير السوري في نيويورك الدكتور ميخائيل وهبة ورئيس الجانب السوري في لجنة الهدنة العميد فوزي درويش، وكان في استقبالهم رئيس القوات الدولية يوندوف اللواء ديفيد ستايكتين. وقال الأمين العام: "ان الحاجة الى السلام والاستقرار تجعل الأممالمتحدة تواجه بشكل متزايد تهديدات ذات تعقيدات خطرة عالمياً". وأضاف ان زيارته للشرق الأوسط تأتي في وقت يخيم فيه القلق وعدم التيقن على المنطقة حيث تزداد أهمية وجود مراقبين ووسطاء محايدين. وتوجه الى الجنود: "لقد حافظتم على السلام والاستقرار لمدة تزيد على 25 عاماً في منطقة من أكثر مناطق العالم تفجراً وان الأممالمتحدة مدينة لكم بذلك ... أنتم كقوة ترابط على الحدود بين اسرائيل وسورية وتقدم خدمات انسانية وغيرها تقومون بعمل مضاعف هو المحافظة على السلام ومنع عدم الاستقرار. ان خدماتكم المتواصلة الممتازة في نشر السلام تحفظ المنطقة من أجل مصالحة وشراكة حقيقية. وحتى يأتي ذلك الوقت فإن العالم يحتاج اليكم كما كان دائماً". على صعيد آخر، قالت مصادر سورية رسمية ان الشرع استقبل مساء السبت المنسق الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس وبحث معه في "الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لإنقاذ عملية السلام". وقالت مصادر ديبلوماسية ان المسؤول الأوروبي نقل "نتائج محادثاته في واشنطن في شأن طرح مبادرة لتحريك المفاوضات".