ابناء الشخصيات البارزة ثقافياً او سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وامهاتهم او للبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما سنحاول تلمسه مع ريم سيد حجاب 23 عاما ابنة شاعر العامية المصري المشهور الحاصلة على ليسانس آداب من قسم اللغة الانكليزية في جامعة القاهرة العام الماضي. درست آلة البيانو في الكونسرفتوار في القسم الحر لمدة خمسة اعوام، ثم درست في قسم الباليه ايضاً دراسة حرة لمدة اربعة اعوام، وتعمل حالياً في فرقة الاوبرا للرقص المسرحي الحديث بإشراف الفنان وليد عوني. كيف تأثرت بشخصية سيد حجاب الأب؟ - من الصعب ان احدد بشكل واضح مدى وكيفية تأثّري بشخصية والدي، ولكن استطيع تلمس هذا التأثر بشكل غير واضح وربما مبهم، ولكن سيد حجاب الأب كان يحرص دائمآً ان يعلمني الاشياء من دون أن أعي ذلك، ومن دون ان يلفت نظري. وبسبب انشغاله كان يحرص في الوقت القليل معه ان يعطيني آراءه بشكل صريح في مشاكلي وحياتي والاشياء والامور الاخرى، كما كان يحرص على إعطائي الفرصة للتعبير في داخلي بشكل عفوي وتلقائي. واذكر انه حين اكتشف انني اكتب الشعر العامي مثله فرح، واصر على ان اكتب بشخصيتي ولا اقلده، وطلب أن أطلع على اشعار صلاح جاهين وفؤاد قاعود وفؤاد حداد وامل دنقل وصلاح عبد الصبور وعشرات غيرهم. وكيف كان تأثير والدتك عليك في تلك الفترة؟ - امي هي التي كانت الى جانبي طوال الوقت، فحين درست البيانو في الكونسرفتوار ودرست الباليه كانت تنظم لي مواعيد دروسي ومذاكرتي، سواء في الجامعة او المعهد، وكذلك قراءاتي المختلفة، وهي تتمتع بشخصية واضحة، وهي مع ابي يصنعان معادلة صعبة جداً، فهما يضعاني دائماً أمام الاختيار الاصعب، وهو ان اختار بنفسي وأرى أنهما يؤلفان "كولاجاً" فريداً. هذه الحرية، ألم تجعلك شخصية مختلفة عن الوالدين؟ - شخصيَتَي لا استطيع ادراكها بسهولة، لكن المؤكد انها نتاج تأثري بشخصيتي ابي وامي، والمؤكد أيضاً ان هناك صفات أرفضها في الاثنين، ولكن بنسب مختلفة. مثلا اتمنى ان تكون لدي نسبة هدوء اعصاب ابي، وان امتلك قدرة امي على تحديد الاشياء ولكن ليس بالشكل الصارم الدائم لديها. الى جانب عملك في فرقة الرقص المسرحي الحديث كراقصة، وكتابتك الشعر وتأليفك الموسيقى، ما هواياتك الاخرى؟ - احب الرسم والنحت والغناء والرقص، كما اخرجت عرضاً مسرحياً منذ شهور على مسرح الهناجر بعنوان "زي كل يوم" وأؤلف ألحاناً، واعزفها على البيانو. كيف ترين جيلك ومشكلاته؟ - ربنا يستر. في الحقيقة ان لكل عصر متطلباته المختلفة والمتباينة وكل جيل يختلف عن الآخر، لكن جيلي مظلوم لانه لا يملك الوقت الكافي لاي شيء، انا مثلاً اخرج من طاحونة البروفات يومياً الى طاحونة امور حياتية اخرى لا بد منها، وقليل من ابناء هذا الجيل يملك الوعي الكافي بتاريخه وبإحساس عصره، فهناك تسطيح سخيف في داخل الشباب. وكانت النتيجة انه لا يؤثر على مجريات الامور في بلدنا على رغم اننا ثلاثة ارباع هذه المجتمع.