القدس المحتلة - أ ف ب - أعلن مسؤول "المقاومة المؤمنة" المعتقل في اسرائيل منذ العام 1994 مصطفى الديراني في مقابلة نادرة جداً نشرتها أمس صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، ان الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي أسر في لبنان عام 1986، "خطفته" ايران بعد سنتين من اسره. لكنه اشار الى عدم وجود ادلة تثبت استمرار ايران في اعتقاله. وقال "لا اعرف هل هو حي او ميت، ولا اين يوجد. لكنه حي يرزق بالنسبة الي ما لم يظهر دليل إلى وفاته. وليس هناك دليل ايضاً إلى ان ايران لا تزال تعتقله". وهذه التصريحات هي الاولى من نوعها. واكد محامي الديراني زوي ريتش لوكالة "فرانس برس" ان المقابلة حقيقية. وكان اراد اعتقل في البداية على يد "حركة امل" التي كان الديراني يشغل فيها رئاسة جهاز الامن عام 1986. وقال الديراني في المقابلة: "المرة الأولى التي رأيت فيها اراد كانت اثر اسقاط طائرته. وبعد ذلك بساعات عدة، تم نقله الى منزلي في بيروت. اعطيته ثياباً وقدمت إليه الغداء. ولعب مع ابني الذي كان يبلغ من العمر آنذاك سنتين ونصف السنة. استجوبنا رون اراد بالانكليزية ليعطينا معلومات عسكرية واجاب في حدود ما كان يعرف ... لم يرفض الاكل وبلغ به الأمر حد البكاء عندما شاهد صوراً لعائلته كانت ارسلت الينا". ونفى الديراني ان يكون سلم اراد في ايار مايو 1988 الى عناصر ايرانيين بالقرب من بعلبك في مقابل 300 الف دولار، مؤكداً على العكس ان الايرانيين "استولوا" على الأسير خلال حال ذعر سادت اثناء حدوث هجوم اسرائيلي. واكد ان "جيش الاحتلال الاسرائيلي هاجم بلدة ميدون في البقاع، واوقع الهجوم عشرات القتلى. فتركه أراد الحراس وذهبوا يستفسرون عما حل بأهاليهم، وعند عودتهم لم يجدوه". واعلن ايضاً انه "حقق شخصيا" في الأمر لمعرفة مكان وجود اراد و"علم ان جهة ايرانية كانت وراء اختفائه". وأكد المسؤول في "حزب الله" الشيخ عبدالكريم عبيد، المعتقل هو أيضاً، في المقابلة نفسها، أن "لا علاقة له البتة بخطف اراد الذي لم يكن رهينة لدى حزب الله. لذلك لا يؤمل أن يؤدي خطفي الى اطلاقه، لا بل على العكس، لا يمكن الا ان يعقد الوضع". وكانت مجموعة كوماندوس اسرائيلية خطفت الديراني من منزله في بلدة قصرنبا البقاعية، والشيخ عبيد من منزله في بلدة جبشيت الجنوبية عام 1989، لاستخدامهما ورقتي مقايضة بغية الحصول على معلومات حول مصير اراد وثلاثة جنود اسرائيليين آخرين اسروا عام 1982 في بلدة السلطان يعقوب البقاعية اثناء معركة بالدبابات ضد الجيش السوري. وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية الأحد الماضي على مشروع قانون يهدف الى تشريع إبقاء اعتقال عبيد والديراني.