بروكسل، امستردام - وكالات - تدخل المنتخبات العريقة هولنداوفرنساوايطاليا اجواء المنافسة على احراز اللقب الاوروبي اليوم عندما تلتقي تشيخيا والدانمرك وتركيا على التوالي في الجولة الاولى من نهائيات بطولة امم اوروبا لكرة القدم التي تستضيفها هولنداوبلجيكا معاً حتى 2 تموز يوليو المقبل. ايطاليا - تركيا سيتوجب على ايطاليا ان تقدم عروضاً افضل بكثير من عروضها في مبارياتها الاخيرة لتتخطى عقبة تركيا. ومنذ ان تولى حارسها السابق دينو زوف تدريب المنتخب فان "الازرق" قدم عروضاً باهتة وكان مستواه متذبذباً، وقد ادى ذلك الى حملة انتقادات واسعة في الصحف المحلية وقالت "غازيتا ديللو سبورت" في احد عناوينها اخيراً لتلخيص صورة المنتخب "زوف ضعيف، ايطاليا ضعيفة". وقد سقطت ايطاليا مرتين في فخ التعادل مع بيلاروسيا المغمورة وخسرت على ارضها امام الدانمرك في التصفيات، ثم سقطت امام اسبانيا صفر-2 وامام بلجيكا 1-3 وامام النروج صفر-1 في الشهرين الاخيرين ما رسم علامة استفهام على قدرة المنتخب في احراز اللقب للمرة الاولى منذ عام 1968. وزاد الطين بلة اصابة ابرز مهاجميها كريستيان فييري بتمزق عضلي وغيابه عن النهائيات علماً بانه كان هداف المنتخب في مونديال فرنسا برصيد 5 اهداف. وعلى رغم ان المنتخب يضم ثنائي يوفنتوس الخطير فيليبو اينزاغي واليساندرو دل بييرو والمدافع المخضرم باولو ماليني، فان ايطاليا تعاني من عدم امتلاك صانع العاب متمرس يجيد ادارة دفة خط الوسط وتموين زملائه بالكرات المتقنة. على اي حال فان المنتخب الحالي قادر على الحاق الهزيمة باقوى المنتخبات اذا كان في قمة مستواه، ويقيناً اذا اتت النتائج كما يشتهي في الدور الاول، فان معنويات لاعبيه قد ترتفع وبالتالي تزداد حظوظهم في احراز اللقب. اما المنتخب التركي، فيعيش نشوة انتصار فريقه غلطة سراي بكأس الاتحاد الاوروبي على حساب ارسنال الانكليزي بركلات الترجيح، كما ان الفريق الذي يرفد المنتخب بخمسة لاعبين على الاقل، تغلب على ميلان الايطالي في دوري ابطال اوروبا الموسم الفائت 3-2، وبالتالي فان لا عقدة نقص تجاه المنتخب الايطالي. ويقول مدرب تركيا مصطفى دينيزلي عن فوز غلطة سراي "انه انتصار للشعب التركي بأسره، وقد أعطى هذا الفوز شحنة معنوية هائلة للاعبي المنتخب". ويعول دينيزلي كثيراً على مهاجمه العملاق هاكان سوكور الملقب بثور البوسفور والذي يعرف مواطن القوة والضعف لدى المنتخب الايطالي كونه لعب موسماً في صفوف تورينو. فرنسا - الدانمرك تخوض فرنسا حاملة اللقب عام 1984 مباراتها ضد الدانمرك وهي تواجه مشكلة تتمثل في ان الآمال المعقودة عليها كبيرة وكذلك الضغوطات على عاتق لاعبيها لتحقيق نتيجة ايجابية. ويلخص لاعب وسط المنتخب يوري دجور كاييف هذا الامر تماماً عندما يقول: "المشكلة الاساسية التي نواجهها هي ان الجميع يرشحنا لاحراز اللقب، لكن جميع المنتخبات تريد ان تلحق بنا الخسارة لاننا ابطال العالم وهذا الامر بالتحديد يشكل حافزاً لنا". وتعتبر الدانمرك بنظر النقاد اضعف منتخبات المجموعة الرابعة التي تضم هولندا وتشيكيا ايضاً، واذا قدر لها الفوز على فرنسا فانها ستحقق مفاجأة مدوية. ومن الصعوبة ايجاد نقطة ضعف في المنتخب الفرنسي الذي سيضم على الارجح ثمانية لاعبين ممن خاضوا نهائي المونديال قبل سنتين وفازوا على البرازيل 3-صفر. ففي حراسة المرمى، يعتبر فابيان بارتيز احد افضل الحراس في العالم، وامامه خط دفاع متمرس بقيادة لوران بلان والى جانبه الصخرة مارسيل ديسايي وليليان تورام وبيكسنتي ليزاراتزو. ويقود خط الوسط المايسترو زين الدين زيدان افضل صانع العاب في العالم حالياً، وهو محاط بديدييه ديشان زميله السابق في يوفنتوس الايطالي وبلاعبي ارسنال ايمانويل بوتي وباتريك فييرا. اما مسؤولية تسجيل الاهداف فتقع على تييري هنري ونيكولا انيلكا، علماً بان المدرب روجيه لومير يملك وفرة في هذا الخط بوجود دافيد تريزيغيه وسيلفان ويلتورد وكريستوف دوغاري. ويعتبر تورام بان زميله انيلكا "سيكون نجم البطولة لانه في كامل لياقته البدنية وهو احد افضل المهاجمين في العالم". واضاف "نملك ميزة عن المنتخبات الاخرى هي اننا نلعب سوياً منذ سنوات عدة ونفهم بعضنا البعض عن ظهر قلب". ويعاني المنتخب الدانمركي حامل اللقب عام 1992 من اصابات عدة في صفوفه خصوصاً في خط الدفاع، حيث يعاني يس هوغ وميكايل شيونبرغ وتوماس هيلفيغ من الاصابة وجميعهم اساسيون، والامر ينطبق ايضاً على مهاجم اودينيزي الايطالي مورتن يورغنسن. هولندا - تشيخيا تخوض هولندا وهي احدى الدولتين المضيفتين اول اختبار لها عندما تلتقي تشخيا وصيفة البطولة الاخيرة عام 1996 على ملعب ارينا الخاص بنادي اياكس امستردام الذي يتسع ل52 الف متفرج. والمباراة هي الاولى الرسمية لمنتخب هولندا منذ خروجه على يد البرازيل بركلات الترجيح من الدور نصف النهائي لمونديال فرنسا عام 98. وتبدو سمعة المدرب ونجم المنتخب السابق فرانك رايكارد على المحك، لانه بعد ان تولى الاشراف على المنتخب خلفاً لغوس هيدينك فاز المنتخب "البرتقالي" في مباراة واحدة من اصل 12 حتى نهاية العام الماضي، بيد ان الفوز على المانيا 2-1 في مباراة ودية في شباط فبراير الماضي اعاد الثقة الى افراد المنتخب. ويقول رايكارد: "نحن في حاجة الى الالفة بين افراد المنتخب لانها نقطة اساسية للنجاح، وانا واثق اننا اذا عملنا بروح واحدة فان الفوز سيكون حليفنا". ويحلم رايكارد بأن يبني منتخباً على شاكلة منتخب السبعينات الذي ضم ابرز نجوم الكرة الهولندية وعلى رأسهم الهولندي الطائر يوهان كرويف ورود كرول ويوهان نيسكنز والذي اعطى الى العالم اسلوب الكرة الشاملة وبلغ نهائي مونديال المانيا عام 1974 وخسر امام الدولة المضيفة، ثم مونديال الارجنتين 78 خسر امام اصحاب الارض ايضاً. وحذر رايكارد من مغبة الاستهتار بتشيخيا وقال: "استمرأ التشيخيون طعم الفوز في السنة الاخيرة على رغم هزيمتهم قبل ايام امام المانيا، وهم يدافعون ببسالة ويملكون افراداً يتمتعون بفنيات عالية امثال كاريل بوبورسكي وبافل ندفيد ويجيدون الهجمات المرتدة". ولم ينس رايكارد التنبيه من خطورة المهاجم العملاق يان كولر 202 سنتم الذي يسجل هدفاً تقريباً في كل مباراة دولية وقال: "انه لاعب قوي جداً". واعطى الاطباء الضوء الاخضر للجناح السريع مارك اوفرمارس بعد اصابة في ساقه، وبالتالي فانه سيبدأ المباراة اساسياً، اما مشكلة رايكارد الوحيدة فتتمثل في المفاضلة بين جيوفاني فان رونكهورست وبوديين زندن في مركز الظهير الايسر، وبين ارون فينتر وفيليب كوكو في الوسط. وسيعلب ادوين فان در سار في المرمى، وفي ادفاع ياب ستام وميكايل رايتسيغر وفرنك دي بوير، وفي الوسط كلارنس سيدورف وادغار دافيدز، وفي بالهجوم باتريك كلويفرت ودينيس بيرغكامب.