بدأت في دول الخليج جولة ترويجية تنظمها مايكروسوفت لإشاعة مفاهيمها الخاصة بالحكومة الإلكترونية، وبهدف "مساعدة الحكومات العربية على التعامل مع التحديات التي ستواجه الحكومات في المستقبل" كما تقول الشركة. وكانت مايكروسوفت بدأت عملياً نوعاً من الشراكة في مشاريع إنشاء الحكومات الإلكترونية في كل من الدوحة ودبي، بينما وجه نائب رئيسها نصائح إلى الحكومتين الأردنية والمصرية ترافقت مع عرض بتقديم المشورة التقنية في هذا الجانب. وتعقد الشركة كل عام مؤتمراً سنوياً للحكومات الإلكترونية في مقرها الرئيس في ريدموند. ويقول بيير ديبونت كبير اختصاصيي الحكومات الإلكترونية لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا في مايكروسوفت إن الحكومات تدرك الآن مدى الحاجة إلى تقديم خدمات أفضل باستخدام نظم الحكومات الإلكترونية. وتبقى تحديات كبيرة قائمة لكنه يعتبر أنها في الدول العربية أقل نظرا إلى أن عدد السكان أقل، وهو سبب يقول ديبونت أنه سيجعل تطبيق الحكومة الإلكترونية أسهل وأسرع. ويشار في هذا الصدد إلى أن مايكروسوفت توفر "بنية تصميمية" تلبي احتياجات الحكومات الإلكترونية ويطلق عليها الاسم ويندوز دي أن أيه Windows DNA للحكومات، إضافة إلى إطار عام لتعريف المواصفات والعمليات وتدفق العمل يعرف باسم مبادرة غوف توك GovTalk. ويشمل برنامج مايكروسوفت الترويجي للحكومات الإلكترونية التعريف بحلول تتكامل مع منتجات الشركة لكنها من إنتاج شركائها. السؤال الرئيس الذي يبقى من دون إجابة يتعلق بالسؤال القديم الجديد عن أمن نظم مايكروسوفت المؤسساتية. ففي الوقت الذي تؤكد فيه هيئات تقنية أميركية وأوروبية ما سبق أن نفته مايكروسوفت عن تقديمها بوابة أمن خلفية لوكالة الأمن القومي الأميركية، تتيح نوعا من النفاذ إلى الكومبيوترات التي تستخدم نظم تشغيل ويندوز فإن سؤالا مهماً هنا يبرز فجأة عن مدى أمان الحلول التي ستوفرها مايكروسوفت للحكومات الإلكترونية؟ هذا بالطبع يُضاف إلى أن المنتجات الموجهة للبيئات المؤسساتية تعاني من إشكالات أمنية معروفة. وترد مايكروسوفت عادة على هذا بجواب من نقطتين: الأول يتمثل في القول بأن المشاكل تبرز في منتجاتها بسبب كثرة استخدامها، والثاني إن السبب في المشاكل الأمنية التي تتعرض لها بيئاتها الشبكية والمؤسساتية مرده أن مديري الشبكات لا يلتزمون الأسلوب الأمني الأمثل الذي تتطلبه شبكات مايكروسوفت. لم نقتنع.