فاجأ طالب في التاسعة عشرة أستاذه عندما صوب الى رأسه بندقية صيد داخل مختبر المدرسة. وقبل أن يتدارك الأستاذ الموقف أطلق الطالب امدات نياز النار عليه فأرداه قتيلاً أمام أعين زملائه. واعترف امدات بأنه قتل أستاذه عمداً لأنه منعه من ممارسة حقه في العبادة. وأوضح خلال التحقيق معه ان درس أستاذه العملي كان يصادف وقت صلاة الظهر، وامدات خريج "مدرسة الائمة والخطباء" الاعدادية يحرص على أداء الصلاة في أوقاتها، لذا كان يتأخر عن هذا الدرس. إلا أن أستاذه يوسف باطور لم يبد تفهماً لحجته وكان يعاقبه بعدم السماح له بحضور الدرس وتسجيل اسمه في سجل الغائبين. وعبثاً حاول امدات شرح موقفه لأستاذه الذي لم يتردد في حرمانه أيضاً من درجات ذلك الدرس ومن خوض الامتحان لغيابه المتكرر مما أدى الى رسوبه فقتله انتقاماً. اعتاد الرأي العام التركي على سماع أنباء حوادث القتل في المدارس من أجل "الشرف" أو الغيرة، هذه المرة الأولى التي تقع حادثة قتل من أجل حرية العبادة. ويؤكد كثير من المتدينين ومن جماعة حزب "الفضيلة" الاسلامي سوء تفسير العلمانية في تركيا وخلط كثير من المسؤولين بينها وبين الالحاد أو اللادين، من خلال اصرارهم على تقديم نظام الدولة وقوانينها الوضعية القابلة للتغيير على الواجبات الدينية. مما يجعل حياة الملتزمين دينياً صعبة للغاية، وإذا شكى هؤلاء وطالبوا بحرية ممارسة عباداتهم اتهموا بالراديكالية والارهاب على الفور. ومعروف ان قانون منع ارتداء الحجاب في جامعات اسطنبول أدى الى ضياع مستقبل مئات الطالبات المحجبات فيما تسعى الدولة لتطبيق القانون نفسه على "مدارس الائمة والخطباء" الخاصة بالبنات التي تدرس فيها الشريعة والقرآن الكريم. كما يمنع القانون المحجبات والملتحين من العمل في المؤسسات الحكومية. وكشفت الصحف الاسلامية عن خطة وضعها معهد التخطيط التابع لرئاسة الوزراء لمنع المحجبات من دخول النوادي العامة والحدائق. ويضطر بعض موظفي الدولة الى تفويت صلاة الجمعة أحياناً ولا يقضونها إلا عندما يصادف وقتها ساعة الغداء. ويضطر الكثير من الطلاب الى تفويتها لحضور الدروس العملية أو الامتحانات في جامعاتهم التي تصادف وقت الصلاة. وكانت محاولة رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان تعديل ساعات العمل في شهر رمضان من الأسباب التي أدت الى سقوط حكومته، فيما لم يتردد والي اسطنبول في تعديل ساعات العمل الرسمية من أجل تخفيف حركة المرور في المدينة.