استمر أمس توافد الشخصيات الرسمية والحزبية والهيئات والوفود والمواطنين على مناطق الجنوب والبقاع الغربي المحررة ولكن بوتيرة أقل. وأكد وزير الداخلية ميشال المر "أن من يريد زيارة هذه المنطقة لا يحتاج الى تصريح لأنها جزء من لبنان وقد تحررت وبالتالي فإنها ستبقى مفتوحة لكل اللبنانيين". وترأس المر أمس اجتماعاً للجنة الوزارية - الإدارية المكلفة موضوع الجنوب، تسلم خلاله التقارير التي وضعتها الوزارات والمؤسسات المعنية من الشؤون الخدماتية والإنمائية والإعمارية. وأعلن ما تقرر، وأبرزه: أولاً إنجاز تصليحات الكهرباء خلال عشرة أيام، وتوفير التيار تباعاً للقرى المحرومة إياه، وثانياً معالجة مشكلة مياه الشفة على ثلاث مراحل وخلال ثلاثة أشهر، بدءاً بتأمينها بصهاريج الدفاع المدني، ثم تصليح التمديدات المتضررة، فمد شبكات جديدة وفتح آبار ارتوازية، وثالثاً قطع سنترالات الهاتف التي كانت مربوطة بالشبكة الإسرائيلية، ثم تصليح الشبكات والسنترالات، وتوفير الشبكات لكل الجنوب، وهذه العملية ستستغرق ثلاثة أشهر، ورابعاً الطبابة والاستشفاء، إذ إن وزارة الصحة وفرت الأدوية ل90 مستوصفاً ومركزاً طبياً حتى الآن. واتفق مع الصليب الأحمر اللبناني على إدارة مستشفيي مرجعيون وبنت جبيل وتشغيلهما، في انتظار أن توفر الحكومة لهما الجهاز البشري، وخامساً الطرق التي باشرت وزارة الأشغال العامة صيانة الرئيسية منها وتوسيع المعابر وتعبيدها. وتحدث عن إقامة مركزين للدفاع المدني في بنت جبيل ومرجعيون، وتأهيل مباني الجمارك. وأعلن أنه تبلغ من المكتب الوطني لنزع الألغام في الجيش اللبناني أنه باشر نزع الألغام، وكشف أن خطة تعزيز مخافر قوى الأمن الداخلي أنجزت، وأن المراكز زودت العناصر اللازمة، مع وضع ثلاث فصائل للطوارئ في مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل، وتركيز فصيلة في الناقورة. وأكد أن الوضع الأمني استتب تماماً في الساعات الأخيرة. وتحدث عن إحصاء يجرى على المنازل المهدمة لتعويض أصحابها. ومن أبرز الذين زاروا الجنوب والبقاع الغربي أمس النائب طلال أرسلان على رأس وفد كبير من عاليه، وراعي أبرشية دير الأحمر وبعلبك للموارنة منجد الهاشم على رأس وفد كبير، وكان في استقباله في معتقل الخيام الشيخ محمد يزبك وعدد من مسؤولي "حزب الله". وطلب المطران الهاشم "أن يبقى المعتقل كما هو، ليظل في ذاكرة التاريخ شهادة حية عن العذاب الذي عاش فيه المسجونون على يد الاحتلال". ومنعت القوى الأمنية، المواطنين من الاقتراب من بوابات العبور تلافياً لأي إشكال يمكن أن يحصل، فيما عملت جرافات تابعة ل"حزب الله" على وضع سواتر ترابية قريبة من البوابات على الحدود لمنع وصول المواطنين إليها. وأسهمت التدابير التي تتخذها القوى الأمنية في الكثير من المناطق المحررة، في الحد من بعض التجاوزات التي حصلت الأسبوع الماضي ولاقت ارتياحاً لدى المواطنين. وشهدت أجواء الناقورة حركة كثيفة للطائرات المروحية التابعة للقوات الدولية فيما تجمع عدد من الصحافيين المحليين والعرب والأجانب عند بوابتها، إضافة الى عائلات كانت تنتظر عودة أبنائها من "جيش لبنان الجنوبي" الذين فروا الى إسرائيل لتسليم أنفسهم. وزار وزير الصحة كرم كرم أمس يرافقه السفير الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه مدينتي النبطية وبنت جبيل واطلعا على أوضاعهما الخدماتية والصحية وافتتحا في النبطية مركزاً للتدريب على الإسعافات الطبية الأولية بتمويل من فرنسا. ونقلت وكالة "فراس برس" عن الديبلوماسي الفرنسي جورج غرو غورني المكلف العلاقات مع الصحافيين، أن بلاده دربت الأساتذة المشرفين على المركز وقدمت 150 ألف دولار لشراء التجهيزات.