بعد اغلاق لأكثر من سنة ونصف سنة، بدأت السلطات العراقية "حملة اعمار مسجد الكوفة" بحسب التلفزيون العراقي، الذي اشار الى ان الرئيس صدام حسين أمر ببدء الحملة و"اعادة المسجد الى الحال التي كان عليها حين اختاره الامام علي بن ابي طالب مقراً للخلافة". وكانت السلطات العراقية اغلقت المسجد بحجة الترميم اوائل العام الماضي، واعتبرت هذه الخطوة محاولة لقطع الطريق على المرجع الشيعي البارز محمد صادق الصدر الذي كان يؤدي في المسجد صلاة الجمعة، بحضور عشرات الآلاف من المصلين، في ما يشبه "تظاهرة سياسية" لم تتردد في الاشارة الى "اشكال الظلم الذي يتعرض له الشيعة العراقيون على يد نظام صدام". وتؤكد مصادر عراقية متطابقة ان نهج الصدر في "مقاومة سلمية للنظام" عجّل في اتخاذ بغداد قرار اغتياله في النجف في الثامن عشر من شباط فبراير 1999، وهو قتل مع نجليه مصطفى ومؤمل. واغلقت السلطات بعد اغتياله مجلساً في النجف كان يستخدمه للقاء انصاره ووكلائه في بغداد والمحافظات، كما اغلقت مدرستين دينيتين تتبعان نهجه في الحوزة الدينية. واعتادت السلطات الاعلان عن "حملات اعادة اعمار المراقد الشيعية" كوسيلة لإغلاقها امام الزوار، كما في "اعمار" مراقد الأئمة علي بن ابي طالب في النجف والحسين والعباس في كربلاء، بعدما لحقت بها اضرار فادحة في مواجهات بين الحرس الجمهوري والمواطنين في المدينتين خلال انتفاضة آذار مارس 1991. ويعتقد أن اجهزة امنية وعسكرية في النجف وكربلاء والحلة بابل والمسيب والديوانية القادسية والسماوة المثنى فجرت عدداً من الجوامع والمراقد كانت أصبحت مراكز مقاومة مسلحة للقوات العراقية عقب حرب الخليج الثانية. وشهد العام الماضي "حملات لإعادة اعمار" عشرات من الجوامع في بغداد والمحافظات الأخرى لقطع الطريق على انصار الصدر في اقامة الصلاة والاستمرار في نهجه، وامتلأت باحات الجوامع ومداخلها باكوام من مواد البناء، اغلقت فعلياً تلك المساجد تحت شعار "اعادة الاعمار".