في الوقت الذي يشتد فيه التنافس بين أنقرةوموسكو على اقتسام ثروات آسيا الوسطى والقوقاز من بترول وغاز طبيعي، تبادل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي أحمد نجدت سيزار دعوات التعاون وتطوير العلاقات من أجل تخفيف التوتر بينهما نتيجة المنافسة على وسط آسيا. وحمل نائب رئيس الوزراء الروسي إليا كليبانوف رسالة من بوتين إلى سيزار خلال زيارته لأنقرة التي بدأها أول من أمس وتستمر يومين، عبّر فيها عن قبوله دعوة لزيارة تركيا في المستقبل القريب. وعرض قيام مشاريع تعاون في مجال التصنيع العسكري بين موسكووأنقرة لصناعة دبابات ومروحيات وأسلحة خفيفة، متعهداً بتزويد الجانب التركي ما يحتاجه من تكنولوجيا عسكرية طالما بحث عنها الأتراك لدى أميركا وأوروبا ولكن من دون فائدة. وأشار كليبانوف خلال زيارته إلى إمكان بدء هذا التعاون من خلال توقيع اتفاق لتصنيع مروحيات "ارضوغان" كي أي -50 الروسية الصنع مع تركيا وذلك بكلفة أربعة بلايين دولار. ويذكر ان أنقرة ستعلن في تموز يوليو المقبل قرارها النهائي في شأن شراء أو تصنيع مروحيات مقاتلة، وعليها أن تختار من بين ثلاثة عروض مقدمة، احدها العرض الروسي، بالإضافة إلى عرض أميركي وآخر ايطالي. كما دعا كليبانوف، الذي التقى الرئيس سيزار ورئيس الوزراء بولند أجاويد ووزير الدفاع شاكماك اوغولو، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ولفت الانتباه تكرار كليبانوف عبارة، جاءت في رسالة بوتين، يصف فيها تركيا بالشريك الاستراتيجي المهم لروسيا في المنطقة، مذكرة أنقرة باستحالة انفرادها بالهيمنة على آسيا الوسطى والقوقاز. وكانت تحركات بوتين الأخيرة لاثبات ذلك قد ازعجت أنقرة، إذ بادر فور توليه الرئاسة إلى محاولة عزل تركمانستان وكازخستان عن تركيا وبقية الجمهوريات الإسلامية، وتتهمه أنقرة بممارسة ضغوط على هذين البلدين وعلى جورجيا لاجبارهم على توقيع اتفاقات لشراء غاز وبترول، كي تكفل موسكو بنقل هذه الثروات الطبيعية إلى أوروبا وتركيا، وبذلك تهدد مستقبل مشاريع تركيا البترولية في المنطقة، وأهمها مشروع باكو - بيهان الذي تعقد أنقرة وواشنطن عليه آمالاً سياسية واقتصادية كبيرة.