} قال مدير "انفستكورب البحرين" عضو اللجنة التنفيذية في المجموعة، سليمان عباسي، إن "انفستكورب" لم تهتم بموجة ال"دوت كوم"، و"ركزنا أنظارنا على الطاقة الهائلة لشركات البنية التحتية للانترنت. وأضاف ان المجموعة أسست قطاع عمل "هدفه الوحيد الاستثمار في التكنولوجيا والاتصالات والانترنت"، مؤكداً في الوقت نفسه ان الاستثمار سيستمر دائماً "في شركات ت الاقتصاد القديم التي توافق مواصفاتنا والقادرة على إعادة انتاج نفسها والاندماج بالاقتصاد الجديد". كيف ترون الفرص التي يوفرها الاقتصاد الجديد؟ - هناك عدد من الفرص المتوافرة الآن في قطاع الاقتصاد الجديد. ونعني بذلك فرص الاستثمار في الشركات التي تأتي إلى السوق بمنتجات وخدمات جديدة تعتمد في وجودها على التقنيات الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات والانترنت. ليس صدفة لذلك نتحرك بقوة في هذا القطاع. واستثمر انفستكورب وعملاؤه من المستثمرين في سلسلة من العمليات في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات. وقامت استراتيجية انفستكورب على التقدم بقوة في هذا القطاع، لكن بعد التمحيص الكافي والدراسة المستفيضة لكل عملية، فنحن في النهاية مستثمر حذر ونضع في صدارة اعتباراتنا مصلحة المستثمرين والمساهمين على حد سواء. ما هي أول عملية دخلتم بها إلى قطاع الاقتصاد الجديد؟ - بدأ انفستكورب الاستثمار في قطاع التكنولوجيا في بداية عام 1999 عندما تملك شركة "ستراتوس كومبيوتر". آنذاك كانت هناك حماسة كبيرة لشركات الاقتصاد الجديد مثل شركات التجارة الالكترونية، التي استهدفت انشاء العلاقة المباشرة مع العملاء واستغلال الامكانات التي توفرها شبكة الانترنت العالمية لتقديم منتجاتها وخدماتها للمستهلكين. إلا أن انفستكورب لم يجاري موجة ال"dotcom"، إذا صح التعبير. واعتبر ان التركيز على هذا النوع من الاستثمارات السريعة التقلب، إنما يحرف الانتباه عن الفرص الهائلة للاستثمار الطويل الاجل في شركات الاتصالات والتكنولوجيا التي توفر البنى التحتية لاقتصاد الانترنت ذاته. لذلك فإن أول استثمار لأنفستكورب في قطاع التكنولوجيا كان في إحدى شركات البنى التحتية للاقتصاد الجديد، "ستراتوس كومبيوتر"، وهذه الشركة تعتبر مزوداً رئيسياً بمشغلات أنظمة الكومبيوتر المصممة لخدمة التطبيقات الحساسة التي لا يمكن السماح بتعرضها للأعطال المفاجئة مثل أنظمة الدفع بالبطاقات. وكنا واثقين من أن الطلب على هذا النوع من المشغلات المحصنة ضد الأعطال سيزداد بسرعة مع اتجاه الشركات وقطاعات الأعمال إلى المزيد من الاعتماد على الخدمات الالكترونية الفورية على الشبكة. بعد ذلك قمنا بتملك حصة الأكثرية في شركة "اندبندنت وايرلس وان" التي تتمتع بالحق الحصري لتسويق خدمات الهاتف اللاسلكي لشركة "سبرنت" في الشطر الشمالي الشرقي من الولاياتالمتحدة، والذي يتمتع سكانه بمستوى معيشة مرتفع. هذا القطاع معقد ويتطلب خبرة عالية في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات، وهناك المئات من الشركات المستهدفة بعمليات الاستثمار، فكيف تختارون الشركات التي تستثمرون فيها؟ - استحدثنا قطاع عمل جديداً هدفه الوحيد الاستثمار في التكنولوجيا. وركزنا هذا القطاع على أسس متينة تتمثل بفريق متفرغ من أفضل الخبراء في هذا المجال. وهذا الفريق مكلف اتخاذ القرارات من خلال تنسيق ذلك مع مختصين وفنيين آخرين في انفستكورب ومتابعة استثماراته في قطاع التكنولوجيا والاتصالات والانترنت على النطاق العالمي. ومن خلال هذا التركيز استطعنا ان نضمن امتلاك المعرفة والخبرة اللازمتين لتقييم وإدارة هذا النوع من الاستثمارات وتقدير حجم المخاطرة وحجم المردود المتوقع في أي منها. ما هي شركات الاتصالات التي اخترتم الاستثمار فيها وعلى أي أساس؟ - قمنا بالاستثمار في شركتي "كالاهان جرمان كيبل" و"كالاهان برودباند" في شباط فبراير الماضي في مجموعتين لمستثمرين ماليين تقودهما شركة "كالاهان اسوشياتس" وهي شركة أميركية متخصصة في الاستثمار الدولي في قطاع الاتصالات. وفي نيسان ابريل استثمرنا 125 مليون دولار في شركة "تليباسيفيك تليكوميونكيشنز"، وهي إحدى أبرز شركات الاتصالات المتكاملة العاملة في غرب الولاياتالمتحدة، وتتخصص في تقديم خدمات الاتصالات المتكاملة من مصدر واحد لعملائها، بما في ذلك المكالمات المحلية والدولية وخدمات نقل البيانات والربط بالانترنت. وفي أيار مايو استثمرنا 57 مليون دولار في شركة "اسبكتيف"، وهي إحدى الشركات الرئيسية المزودة بتطبيقات البرامج على الانترنت، وتتولى الشركة "تأجير" عملائها عبر الانترنت تطبيقات البرامج التي يحتاجونها في أعمالهم، ثم إدارة هذه التطبيقات. وهناك خصائص محددة تمثل في حد ذاتها الشروط الأساسية للنجاح في قطاع الاتصالات. ونحن نجد هذه الخصائص كلها في هذه الشركات الأربع. إذ ان كلاً منها يعمل في صناعة يتوقع ان تشهد نمواً كبيراً نتيجة للطلب الكبير المتوقع من المستهلكين أم المستخدمين. كما أن كلاً من هذه الشركات إما أنها طورت أو هي في معرض تطوير استراتيجيات لتقديم منتجات وخدمات تستند إلى التكنولوجيات القائدة وتوفر للمستخدمين ميزات تنافسية. هل سيقوم انفستكورب بعرض هذه الفرص الاستثمارية على عملائه من المستثمرين وكيف؟ - بالطبع، إذ أن مهمة انفستكورب الاستثمارية تقوم على انتقاء أحسن العمليات الاستثمارية وأكثرها جدوى ومردودية لعرضها على عملائه من المستثمرين في منطقة الخليج العربي. ونحن بصدد إتمام الترتيبات النهائية لعرض هذه الاستثمارات الأربعة معاً في محفظة واحدة، لأن ذلك يوفر فرصة تقليل المخاطر من خلال تنوع الاستثمارات وجغرافيتها. ما هو الدعم التي تقدمونه من هذه الجهة لمحفظة الشركات التي تستثمرون فيها؟ - لا شك ان التكنولوجيات الجديدة وأنظمة الاتصالات والانترنت تسمح للشركات القائمة بتقديم منتجات وخدمات جديدة أو تقديم المنتجات والخدمات الموجودة بطرق أخرى، من هنا فإن الشركات القائمة التي "تعيد انتاج نفسها" بحيث تتحول إلى شركات للاقتصاد الجديد هي التي ستشهد ازدهاراً. لهذا السبب فإننا في الوقت الذي نقوم باستثماراتنا الجديدة، نسعى إلى تحديث الاستثمارات القائمة وجعلها مواكبة تماماً لمتطلبات العمل في الاقتصاد الجديد. إن فريقنا المسؤول عن الاستثمار في التكنولوجيا يقدم خبرته لشركات المحفظة الاستثمارية بهدف مساعدتها على تقييم اثر التغييرات المتسارعة في التكنولوجيا على أعمالها وبالتالي مواجهة التحديات التي تثيرها تلك التغييرات. إن انفستكورب ما زال يؤمن بالقيمة الكبيرة للشركات العريقة، فضلاً عن ذلك فإن ما يسمى "الاقتصاد القديم" و"الاقتصاد الجديد" يتجهان إلى الاندماج والتكامل في ما بينهما. لهذا فإننا سنستمر في الاستثمار في الشركات القائمة التي تتطابق مواصفاتها مع المقاييس المجربة والثابتة لانفستكورب والتي تملك في الوقت نفسه القدرة على تحويل نفسها والاندماج في الاقتصاد الجديد.