طالعتنا "الحياة" بما حدث من احتجاج في مصر على نشر رواية الكاتب السوري حيدر حيدر. وكان عدد الجريدة الصادر يوم الخميس الموافق 11 أيار مايو 2000م يحتوي على مقالين: الأول مقابلة مع الكاتب صاحب الرواية، والثاني مقال الدكتور جابر عصفور دفاعاً عنها وعن حرية الإبداع وهجوماً على المناهضين لها وخصوصاً صاحب المقال الذي فجر الأزمة محمد عباس. وحول ما حدث وتم نشره فإنني أرجو أن يسمح لكاتب هذه السطور بتعليق بسيط. 1- من الطبيعي أن يدافع الكاتب عن روايته ولكن من الملاحظ أنه لم يتم سؤاله عن العبارات التي أوردها الدكتور محمد عباس في المقال - الأزمة وكيف تم اقتطاعها من السياق كما ذكر من يدافع عن الرواية. 2- لم تنشر الصحيفة آراء المناهضين للرواية لكي نعلم الرأي الآخر ولا نكتفي بسماع أو قراءة طرف واحد من الأطراف وهذا ما اعتقده أنه يكون تغطية سليمة لموضوع أثار الرأي العام في مصر. 3- ذكر عصفور في مقاله، أن الحكم في قضية الدكتور نصر أبو زيد كان ظالماً ولكن الحكم في قضية الدكتور يوسف والي ضد صحيفة الشعب كان نزيهاً على رغم اختلاف كلا القضيتين اختلافاً بيناً، ولكن لم يبين لنا لماذا كان الحكم ظالماً في القضية الأولى ونزيهاً في الثانية، ألأنه قد وافق هوى الدكتور. 4- إن تخصص محمد عباس في التحاليل الطبية لا يجعله خارج دائرة الأدب كما حاول أن يشير عصفور فقد كان الأديب الراحل يوسف إدريس طبيباً والشاعر الراحل ابراهيم ناجي كذلك ومحمود سامي البارودي عسكرياً. 5- ألا يمكن أن يثور الإنسان لدينه من دون غرض سياسي كما حاول أن يوحي عصفور وذلك إن صح ما جاء في الرواية السابقة الإشارة إليها أم أن الأمر يحتاج الى تفسير سياسي. 6- لقد ثار كثير من الجدل حول الإبداع الفني ونحن نود من أهل العلم أن يحددوا لنا نحن العامة ماهية حدود الإبداع الفني حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود؟ ومن الغريب أنه لم تصدر رواية واحدة تنتقد نظاماً سياسياً إذا استثنينا ميرامار لنجيب محفوظ وتم نشرها تحت اسم الإبداع الفني أو تحت أي مسمى آخر. جدة - هيمن أحمد يونس