نيويورك الاممالمتحدة - أ ف ب - اختتم مؤتمر نزع السلاح النووي أعماله أمس بتعهد الدول الخمس العظمى الازالة التامة لاسلحتها ال35 الفاً. وعلى رغم ان هذا التعهد لم يترافق مع جدول زمني، فللمرة الاولى توافق الدول الخمس الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بوضوح، على تدمير ترساناتها المتراكمة منذ 55 عاماً. وتأخر هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه باجماع الدول ال187 الاعضاء في معاهدة الحد من الانتشار النووي، 24 ساعة بسبب خلاف بين الولاياتالمتحدةوالعراق. وجرت مفاوضات متواصلة للحؤول دون ان يؤدي الخلاف بين واشنطنوبغداد الى افشال المؤتمر الذي حقق خلال شهر تقدماً غير متوقع، حسبما قال جميع المندوبين. وكان المندوب المكسيكي انطونيو دو ايكازا الذي تعتبر بلاده واحدة من ابرز الدول الرافضة للسلاح النووي دعا الاميركيين والعراقيين الى عدم التفريط ب"التقدم غير المسبوق في شأن السلاح وحظر الانتشار النووي". والمكسب الاول الذي حققه المؤتمر هو "تعهد الدول النووية الذي لا لبس الازالة التامة لترساناتها النووية". وجاء هذا التعهد ثمرة اتفاق تم التوصل اليه الخميس بين الدول الخمس العظمى ودول التحالف من أجل برنامج جديد جنوب افريقيا والبرازيل ومصر وايرلندا والمكسيك ونيوزيلندا والسويد التي تعتبر الاشد عداء للاسلحة النووية. آمال وينص الاتفاق على عدد من التدابير الملموسة لنزع السلاح كخفض الترسانات من جانب واحد، وازالة الاسلحة التكتيكية وخفض مستوى استنفار الصواريخ وعلى مزيد من الشفافية. وقال المندوب الكندي كريستوفر ويستدال ان "النتيجة النهائية لهذا المؤتمر تتجاوز فعلاً توقعاتنا، وتقدم لنا كثيراً من الامال". وافتتح هذا المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات منذ توقيع المعاهدة في 1970، اعماله في 24 نيسان ابريل الماضي. وطالبت الدول العربية بالضغط على اسرائيل لكي توقع المعاهدة، لكن الولاياتالمتحدة شددت على تسمية العراق باعتباره لا يمتثل امتثالاً تاماً لواجباته على صعيد منع الانتشار النووي، وهذا ما رفضته بغداد بشدة. وتعرضت الولاياتالمتحدةوالعراق لضغوط قوية من الدول الاخرى الاعضاء لحملهما على التوصل الى صيغة تسوية. وكان المندوب البريطاني يان سوتر قال ان "المجموعة الدولية لن تتفهم تعثرنا". وجاء في الصيغة التي تم التوصل اليها "يؤكد المؤتمر من جديد اهمية تعاون العراق التام والمستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحترام التزاماته". والوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المنظمة الدولية المكلفة التحقق من ان المنشآت النووية المدنية لم تتحول الى غايات عسكرية. وفي ما يتعلق بالشرق الاوسط، ذكر المؤتمر ان جميع دول المنطقة باستثناء اسرائيل انضمت الى معاهدة حظر الانتشار النووي. ولم تعترف اسرائيل التي يقول الخبراء ان في حوزتها 100 الى 200 رأس بامتلاك اسلحة نووية. واكد المؤتمر "اهمية انضمام اسرائيل الى معاهدة حظر الانتشار النووي واخضاع جميع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ودعا ايضاً الهند وباكستان اللتين اجرتا مجموعة من التجارب في 1998، الى الانضمام الى المعاهدة بصفتهما دولاً غير نووية. ووقعت 187 دولة معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.