بدأت الحكومة اليمنية تنفيذ استراتيجية جديدة لتطوير وتنمية القطاع السمكي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي. وقال مصدر في وزارة الثروة السمكية ل"الحياة" ان الاستراتيجية تهدف إلى تقويم الوضع الراهن وتنفيذ سياسات ناجعة في مجال الاصطياد والحفاظ على الثروة السمكية وتأهيل الصيادين التقليديين. وأضاف ان الحكومة اليمنية تأمل في رفع كمية انتاج السمك من 6.127 ألف طن عام 1998 قيمتها 25 بليون ريال إلى 320 ألف طن تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار سنوياً. ورعى رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الارياني اخيراً ورشة عمل عن اتجاهات الاستراتيجية الجديدة. وحمل في كلمة ألقاها بالمناسبة بشدة على قوارب الصيد الأجنبية التي "لا يهمها إلا الكسب السريع وتستخدم اساليب الجرف والتفجير بالديناميت لتدمير البيئة البحرية". وقال وزير الثروة السمكية أحمد مساعد حسين إن استراتيجية تطوير القطاع السمكي تركز محاورها على الدراسات والأبحاث والاحصاء وانشاء آلية بحث علمي لمعرفة كميات الأسماك ومواقعها وتكويناتها والاستغلال الأمثل لها وعقد اتفاقات مع الشركات الكبرى التي تملك تكنولوجيا عالية وانشاء البنى الأساسية للشريط الساحلي. وتقول الاستراتيجية إن عدد القرى والتجمعات السمكية في اليمن يبلغ 90 قرية تنتشر على طول ساحل البحر الأحمر والبحر العربي. ويعمل في مجال الاصطياد التقليدي 41 ألف شخص يعيلون 243 ألف نسمة، ويمتلك الصيادون نحو 10 آلاف قارب مختلفة الأنواع. وذكر المسؤول الحكومي ان الدراسات والبحوث أكدت ان في المياه الاقليمية لليمن نحو 350 نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية يتم استغلال 50-60 نوعاً فقط وتشكل أسماك السطح 70 في المئة منها. ومن أهم الأسماك السطحية في اليمن الثمد والسخلة والزينوب والشروة والديرك والسردين والباغة والبطابط، كما تتوافر الأسماك القاعدية مثل الهامور والجحش والبياض والهداس والخلخل، فضلاً عن الحبار والشروخ والجمبري. وينتج الصيادون اليمنيون نحو 79 في المئة من حجم الاصطياد، فيما يقدر انتاج قطاع الاصطياد التجاري الذي تملكه شركات أجنبية بنحو 21 في المئة. وتعتبر الاستراتيجية ان الاستغلال الأمثل للموارد السمكية وادارتها بشكل سليم يمكن أن يضاعف حجم الصادرات السمكية وقيمتها في غضون السنوات الخمس المقبلة. وذكرت ان الشروخ الصخري يمكن ان تصل عائداته إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين دولار، كما ان اسماك السطح يمكن ان تدر دخلاً سنوياً تراوح قيمته بين 10 و20 مليون دولار، فضلاً عن عائدات أخرى من اصطياد الروبيان يمكن ان تصل إلى 18 مليون دولار.