فيما تلمح اسرائيل الى امكان تسريع انسحابها من الجنوباللبناني نظراً الى تزايد عمليات "حزب الله" على مواقع جيشها، تستمر في تصعيدها العسكري، وجديده أمس غارة على موقع لاحدى المنظمات الفلسطينية الموالية لسورية في منطقة في البقاع قريبة من الحدود السورية، خلفت قتلى وجرحى وأضراراً. بيروت "الحياة"، القدسالمحتلة أ.ف.ب، رويترز في خطوة تصعيدية لافتة شنت طائرات حربية اسرائيلية ظهر أمس غارات متتالية على موقع تابع ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل شرق بلدة دير الغزال البقاعية القريبة من الحدود اللبنانية السورية. وأفادت مصادر أمنية ان هذه الطائرات نفذت بين الحادية عشرة والنصف والأولى الا ربعاً، تسع غارات على الموقع، وألقت خلالها أكثر من 15 صاروخ جو أرض ثقيلة. وأشارت الى ان الغارات استهدفت معسكراً للتدريب في وادي المعيسرة في جرود دير الغزال قوسايا في البقاع الأوسط حيث أصيب مخزن ذخيرة في شكل مباشرة تسبب بسلسلة انفجارات شديدة سمع دويها في منطقة قطرها عشرة كيلومترات. وفيما أفادت وكالة "فرانس برس" ان المقاتلين الفلسطينيين اتخذوا فور وقوع الغارة الأولى اجراءات أمنية حول القاعدة المستهدفة ومنعوا، وحتى بعد مضي ثلاث ساعات على الغارات، الصحافيين والمصورين من الاقتراب"، أكد عضو "اللجنة المركزية للقيادة العامة" أبو أكرم بعد وصوله الى موقع الغارات "ان طيران العدو استهدف موقعاً لوجستياً ألحق اضراراً مادية لا تذكر بالنسبة الينا". وقال، وهو يرافق جهاد جبريل نجل مؤسس التنظيم ومسؤوله العسكري في لبنان: "كنا نتوقع هذه الغارات واتخذنا اجراءات حالت والحمد لله دون وقوع اصابات في الأرواح". ولفت الى ان الغارات "جاءت اثر الهزائم المتتالية التي لحقت بالعدو في جنوبلبنان، اذ اجبرته ضربات المقاومة على الانسحاب، وفي الأراضي الفلسطينية، حيث يواجه مواجهات جبارة". وأضاف: "لن تثنينا الغارات عن متابعة نضالنا وسنواصل تعاوننا مع المقاومة الاسلامية ومع كل القوى الشريفة التي تواجه العدو الصهيوني". الا ان وكالات الانباء نقلت عن مصادر أمنية ان اربعة مقاتلين فلسطينيين قتلوا خلال الغارات، وان خمسة آخرين على الأقل جرحوا، لكن احد مسؤولي الجبهة واسمه جمعة عبدالله نفى وقوع ضحايا. وقال ان الغارات اصابت فقط اهدافاً للامداد والتموين. وأكد ان جهاد جبريل كان في القاعدة وقت الهجوم. ونقلت "رويترز" عن شهود عيان ان الغارات اصابت سيارتي جيب عسكريتين ومخزن اسلحة ما أدى الى تناثر الحطام وانبعاث الدخان من القاعدة وان القتلى والجرحى الفلسطينيين نقلوا سريعاً عبر الحدود الى سورية. وأفادت ان مراسلها شاهد اعضاء من "حزب الله" يتجهون بسيارة الى الموقع الذي كان يحترق. وفي المقابل قال الجيش الاسرائيلي ان طائراته "دمرت عشر دبابات "تي 55" تابعة ل"القيادة العامة". وكانت طائرات اسرائيلية شنت فجر أمس غارتين على تلال سجد ومجرى نبع الطاسة في اقليم التفاح، وبعد الظهر على تل حافور في جبشيت. وقصفت قوات الاحتلال وادي الكفور ومجرى نبع الطاسة ومرتفعات اقليم التفاح وأحراج الريحان ومزرعة عقماتا بالمدافع الثقيلة. وفي البقاع الغربي تعرضت مرتفعات جبل الظهر وبركة الجبور وميدون لقصف مدفعي بدأ فجراً واستمر حتى العاشرة صباحاً. وسجلت مصادر أمنية سقوط أكثر من 40 قذيفة من عيار 155 ملم. وفي مدينة النبطية سقط صاروخ موجه على مستودع للطحين قبالة دار المعلمين والمعلمات ما أدى الى اصابة المواطن قاسم محمد الحرشي 30 عاماً بجروح. وأعلنت المقاومة الاسلامية الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت الدشمة الغربية لموقع حداثا، "اثناء وجود عدد من العملاء داخلها وحققت فيها اصابات مباشرة". وأضافت انها استهدفت ثكنة الريحان الاسرائيلية ومقر قيادة الفوج العاشر في ثكنة الريحان الثانية التابعة ل"الجنوبي" وموقع المحيسبات على 3 دفعات بالاسلحة الصاروخية. وتابعت انها هاجمت بعد الظهر مواقع ضهور الكسارة وبئر كلاب وثكنة الريحان وثكنة العيشية. وعصر أمس أعلنت المقاومة انها ورداً على قصف القرى الآمنة استهدفت مربضي المدفعية في الشريقي والزفاتة بالأسلحة الصاروخية المناسبة. وفي المواقف، قال قائد العمليات في الجيش الاسرائيلي الجنرال جيورا ايلاند، في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية ان "امكان تنفيذ انسحاب مبكر وارد، ويجب البحث فيه طبقاً للاعتبارات اللوجستية وتطور الاحداث الراهنة في لبنان". وأضاف ان "حزب الله" رفع وتيرة هجماته ضد الجيش الاسرائيلي و"جيش لبنانالجنوبي" الموالي له "لاعطاء الانطباع انه يرغم اسرائيل على الانسحاب قبل الموعد المحدد" في 7 تموز يوليو المقبل. لكنه أعلن "اننا لن نسمح بتحول الوضع الراهن الذي يشهد اطلاقاً يومياً لقذائف الهاون وصواريخ أرض أرض وأرض جو ضدنا الى ظاهرة روتينية". وأشار الى ان اسرائيل "لن تسمح بعد سحب قواتها بتنفيذ هجمات كهذه، محذراً من "قيام تحالفات جديدة في لبنان". وقال "ان التعاون بين حزب الله والمنظمات الفلسطينية غير الناشطة يتزايد، وسيتعزز بعد الانسحاب". وأكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين "ان رهان العدو المنسحب ذليلاً من أرضنا على فلول زمر العملاء في المستقبل قد سقط، بعدما تهاوت مواقعهم تحت اقدام مجاهدي المقاومة الاسلامية في عرمتى والبياضة حيث كانوا يقتلون ويفر من بقي منهم كالأرانب". وسأل "هل يمكن هؤلاء ان يصمدوا أو ان يراهن عليهم في اي مشروع؟". وقال "ابداً لأن يد المقاومة كما وصلت اليهم اليوم في امكانها ان تصل اليهم في المستقبل". وخلال تشييع المقاومَين ذوالفقار عيساوي الذي سقط في الغارات الاسرائيلية أول من أمس وفادي غزال الذي سقط قبل شهر داخل الشريط الحدودي المحتل وتمكنت المقاومة من سحب جثته أول من أمس شدد صفي الدين على ان "المؤامرات الدولية لتغطية احتلال العدو لمزارع شبعا ستفشل كما فشلت في تغطية جرائمه واحتلاله باقي الأراضي اللبنانية". وأكد "ان المقاومة الاسلامية ستواصل ملاحقة جيش العدو المهزوم في أي منطقة لبنانية يحتلها". وفي بلدة كفر ملكي في اقليم التفاح شيعت المقاومة الاسلامية المقاوم حيدر قاسم الطويل الذي استعيدت جثته اول من امس. وألقى النائب عبدالله قصير كلمة اكد فيها "ان بقاء المعتقلين والاسرى في سجون العدو وعملائه وعلى رأسهم الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني وسمير القنطار، يعني ان للمقاومة الحرية الكاملة والحق الكامل في ان تستمر في اعمالها الجهادية وان تفعل اي شيء في سبيل استعادتهم". وقال: "ان اي انتهاك لسيادة لبنان في الجو والبر والبحر، بعد الانسحاب الشامل والكامل، يعني اعتداء على السيادة اللبنانية وانتهاكاً لها، وسيتم التعاطي معه على هذا الأساس"، مشيراً الى ان "وحدة الموقف الرسمي والشعبي حول المقاومة ومعها والتعبير عنه في شكل متناسق هو الضمان لقطف ثمار النصر". وأعلنت حركة "أمل" ان ثلاثة عناصر من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل فروا الى المنطقة المحررة من موقع جبل الجماعة وسلموا انفسهم الى احد مواقعها، وهم عباس محمد السيد وعلي عاطف السيد وحسن محمد السيد. وكان أربعة عناصر من بلدة مركبا فروا ليل أول من امس وهم هيثم عبدالكريم يونس وحسن كامل يونس والشقيقان محمد وعلي محمود قرياني. كذلك استسلم العنصران محمد حسن مواسي ومحمد عيسى. وارتفع عدد الفارين منذ الاثنين الماضي الى 28 عنصراً. وأخلى "الجنوبي" بعد ظهر امس، موقع القنطرة في قضاء مرجعيون في حين أفادت الاذاعة الاسرائبلية ان الجيش ااسرائيلي سلّمه موقعين أخلاهما من دون ان تسميهما. على صعيد آخر، تلقت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية نص النداء العاجل الذي وجهته منظمة العفو الدولية الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، مطالباً اياه بالافراج عن الطبيب ابراهيم حرب وابنته ملاك والصيدلي حسين عواضة والمحتجزين كافة في معتقل الخيام. وفي هذا الاطار، تلقت لجنة المتابعة من داخل فلسطينالمحتلة ومن خلال المحامين الذين يتابعون أوضاع الأسرى ان الأسرى يواصلون اضرابهم المفتوح عن الطعام مطالبين بتحسين أوضاعهم الحياتية المتردية على طريق نيل حريتهم، وتقوم مديرية السجون وأجهزتها القمعية بمواجهة الاضراب ومحاولة كسره مستخدمة الأساليب الوحشية كافة، اذ قطعت تواصل الأسرى مع العامل الخارجي، ووزعت عليهم بيانات تحذرهم من مواصلة الاضراب، ودهمت الغرف والزنازين لإحداث توتر في صفوفهم. وأكد الأسرى للمحامين استعدادهم لمواصلة خوض معركة "الامعاء الخاوية" حتى تحقيق مطالبهم العادلة. وأفاد المحامون عن تشكيل لجنة في معتقل نفحة من خمسة أسرى لمتابعة الاضراب المفتوح وقيادته، بينهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار.