أفيد في تونس امس ان قوات الجيش قامت بعمليات تمشيط للمناطق الحدودية مع الجزائر، تحسباً لمعاودة الجماعات المسلحة الجزائرية الهجوم على مراكز حراس الحدود التونسية، وكانت عناصر من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أغارت بعد الحادية عشرة من ليل الأربعاء - الخميس على المركز الحدودي في مدينة تالة 400 كيلومتر جنوب غربي العاصمة، مما أدى الى جرح عنصرين من حراسه الثمانية فيما قتل عنصران من المهاجمين الذين قدرت مصادر أمنية جزائرية عددهم بثلاثين عنصراً فيما قدرتها مصادر بعشرين عنصراً فقط. وكشفت مصادر اعلامية في تونس امس ان المعركة استمرت أكثر من عشرين دقيقة وأن المهاجمين توقعوا ان يكون الحراس الثمانية مستغرقين في متابعة مباراة كرة القدم بين ناديي "ارسنال" البريطاني و"غلطة سراي" التركي والتي كان التلفزيون التونسي يبثها في ذلك الوقت. واستفاد المهاجمون من صعوبة التضاريس المحيطة بالمركز الحدودي الذي يقع في جبل بوربعية للانسحاب سريعاً بعد المعركة الى الأراضي الجزائرية. وأشارت صحيفة "لابراس" الحكومية التونسية ان القوات الجزائرية تعقبت المهاجمين بعد عودتهم الى الأراضي الجزائرية، لكنها لم تعط معلومات أخرى، فيما أفادت ان جثث القتلى الثلاثة من عناصر "الجماعة السلفية" نُقلت الى مستشفى "القصرين" مركز المحافظة التي تقع فيها تالة. وقالت مصادر اعلامية تونسية ان المركز الحدودي تعرض لاضرار مادية لم يحدد حجمها، وان وصول تعزيزات من الدرك والجيش التونسيين الى مكان الهجوم حمل عناصر "الجماعة السلفية" على الفرار الى الجزائر حيث اشتبكوا مع قوات الجيش القريبة من الحدود، ثم اختفوا في الجبال المجاورة. وأفادت صحف محلية عدة ان المهاجمين كانوا ملتحين ويرتدون "الزي الأفغاني". وقالت ان الوثائق التي عثر عليها في جيوب القتلى أشارت الى "الجماعة السلفية" و"جماعة الحاجز". وأجمعت الصحف المحلية على ادانة العملية وأشادت "ببسالة" حرس الحدود و"يقظتهم". واتهمت الجماعات الأفغانية "الرجعية والارهابية" بأنها تقف وراءها. وحضت صحيفة "الشعب" الناطقة باسم الاتحاد العام للعمال في افتتاحيتها امس على "مزيد من اليقظة والتحفز خصوصاً في مناطقنا الحدودية لدرء أي محاولة يائسة للمس بحرمة الوطن وسلامة ترابه واستقرار شعبه حتى يبقى في منأى عن المخططات الاجرامية التي تترصده".