شهدت الدوحة أمس اجتماعات مكثفة قطرية - إيرانية، وبحث أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في العلاقات الثنائية وسبل دعمها في حضور ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي عقد أيضاً اجتماعاً مع خرازي. وسلم الضيف الإيراني أمير قطر رسالة من الرئيس محمد خاتمي تضمنت دعوته إلى زيارة طهران، ويتوقع ان يكون موعدها قريباً. ووصف وزير الخارجية القطري العلاقات مع طهران بأنها "وثيقة تقوم على الصداقة والاحترام المتبادل"، وذكر ان محادثات خرازي مع الأمير تناولت "القضايا التي تهم المنطقة والبلدين، سواء كانت اقتصادية أو سياسية". وقال خرازي في مؤتمر صحافي عقده في الديوان الأميري مع نظيره القطري أن الجانبين تبادلا "وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية، وقضايا العالم الإسلامي، لا سيما التي تخص منظمة المؤتمر الإسلامي". وتابع ان إيران تترقب زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووصف العلاقات مع الدوحة بأنها "جيدة جداً". وزاد: "آن الأوان لتفعيلها أكثر" بخاصة في "المجالات الاقتصادية التي سيعود نفعها على المنطقة بأسرها". ورداً على سؤال عن المنظومة الدفاعية ضد الصواريخ، والتي عرضتها واشنطن على دول الخليج، قال خرازي إن "أمن المنطقة يتبلور في ظل تعاون كل دولها، وما عدا ذلك، فإن الفرصة ستتاح لتسويق الأسلحة الأميركية والوجود الأجنبي". وعرض على دول المنطقة "ان تعّول على الامكانات الدفاعية لإيران" من أجل "بلورة الأمن" الاقليمي، مشيراً إلى أن "طابع هذه الإمكانات دفاعي وما يروج له الأجانب لا يمت إلى الحقيقة بصلة". إلى ذلك، نفى وزير الخارجية القطري ان تكون القمة التشاورية الخليجية التي عقدت في مسقط بحثت في مبادرة الدفاع التي طرحها وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين خلال جولته على المنطقة أخيراً، ورأى ان هذا الموضوع جرى "تضخيمه إعلامياً" واستدرك ان الدوحةوواشنطن اتفقتا منذ سنة على انذار مبكر في قطر "ليس موجهاً ضد أحد". ولفت إلى ان وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون سيتخذون القرارات المناسبة في شأن المشروع الأميركي، وسترفع إلى القمة الخليجية أواخر السنة. وفي أول رد فعل قطري على سحب ليبيا سفيرها في الدوحة السيد المبروك المعداني الأسبوع الماضي، احتجاجاً على انتقادات وردت في برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي تبثه "قناة الجزيرة"، قال وزير الخارجية القطري: "نأسف لسحب السفير ونأمل من الاخوة في ليبيا أن يعيدوا النظر" في القرار. وأكد ان سياسة قطر "واضحة وتقوم على الاحترام المتبادل مع أي دولة"، مشدداً على أن البرامج التي تبثها القناة "لا تمثل سياسة دولة قطر التي لا تسيء إلى أحد بل تمد يدها للجميع". وزاد: "اننا في وزارة الخارجية لسنا سعداء بهذا الجو الإعلامي، لكن هذا قرار صاحب السمو الأمير أن يكون الإعلام حراً. إن للإعلام تبعاته ونحن قبلناها وأرجو ألا يُفهم ان هذه البرامج تمثل سياسة الدولة". أمانة المؤتمر الإسلامي وكشف خرازي ان هناك ثلاثة مرشحين لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي من المغرب وبنغلاديش وتركيا، مؤكداً تناول هذا الموضوع أثناء محادثاته مع الأمير ووزير الخارجية. وقال إن هناك مرشحين آخرين، علماً ان الأمين العام الحالي السيد عزالدين العراقي ستنتهي فترته اواخر السنة. وأضاف خرازي ان المهم تفعيل المنظمة التي ستتولى رئاستها قطر بعد إيران. وعلمت "الحياة" ان محادثات خرازي تناولت أيضاً الجهود التي تبذلها اللجنة الثلاثية الخليجية لايجاد آلية لمفاوضات مباشرة بين الإماراتوإيران في شأن قضية الجزر الثلاث.