دمشق - أ ف ب، رويترز - أفادت وكالة الانباء السورية أمس الخميس ان وزير النفط السوري محمد ماهر جمال التقى وزير التجارة العراقي الزائر محمد مهدي صالح وبحث معه في تعزيز العلاقات الثنائية في مجالي النفط والثروة المعدنية في اطار اتفاق "النفط مقابل الغذاء". وكان صالح التقى أول من امس وزير الاقتصاد السوري محمد العمادي وعرض معه واقع العمل في ميناء طرطوس لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين في مجال توريد الادوية الطبية والمنظفات وبعض المواد الغذائية الى العراق عن طريق هذا المرفأ. وقال صالح للصحافيين ان "افتتاح شعبة رعاية المصالح العراقية ومباشرة اعمالها تعتبر خطوة اولى وايجابية على طريق التبادل الديبلوماسي". ووصل صالح ليل الثلثاء الى دمشق في زيارة تستمر ثلاثة ايام. وكان ديبلوماسيان عراقيان اشرفا في نهاية شباط فبراير الماضي على افتتاح شعبة رعاية المصالح العراقية في العاصمة السورية برعاية السفارة الجزائرية في دمشق. واعاد العراق في العام 1999 افتتاح المركز التجاري العراقي في دمشق في حين افتتحت سورية مركزاً مماثلا في بغداد. وقطع البلدان اللذان يتزعمهما فرعان متنافسان من حزب "البعث" علاقاتهما الديبلوماسية في العام 1980 ثم باشرا تطبيع علاقاتهما في العام 1997 وأعادا افتتاح حدودهما أمام رجال الاعمال والمسؤولين الأمر الذي أتاح تطور التبادل الاقتصادي بين بغدادودمشق. واشارت مصادر رسمية في دمشق الى ان الحديث بين صالح والعمادي تناول سبل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ومسائل تتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين وفقاً للاتفاق مع الاممالمتحدة. واكد صالح الذي اجرى في وقت لاحق محادثات مع وزير النقل السوري مكرم عبيد في تصريحات اهمية تعزيز التعاون بين البلدين، وان بلاده تعتزم زيادة حجم تجارتها مع سورية مشيراً الى انه "توجد آفاق واسعه لمثل هذا التعاون". وقال انه بحث ايضا مسائل تتعلق بتجارة الترانزيت المتجهة للعراق عبر الموانئ السورية التي كان قد تم الاتفاق عليها في وقت سابق. وقالت مصادر اقتصادية ان البحث تناول بالتحديد العمل في ميناء طرطوس السوري الذي يستخدم لتوريد بعض المواد الاستهلاكية التي يستوردها العراق من دول العالم مثل السكر والارز وغيرها وفقاً للاتفاق مع الأممالمتحدة. وميناء طرطوس المطل على البحر المتوسط يعد أقرب ميناء للعراق بالنسبة للمواد التي يتم استيرادها من اوروبا واميركا إذ ان البضائع التي يمكن ان تأتي عبر ميناء العقبة الاردني على البحر الاحمر يجب ان تصل الى هذا الميناء عبر قناة السويس ثم تشحن مسافات كبيرة من هناك برا لتصل الى بغداد. وتقول مصادر اقتصادية ان حجم الصادرات السورية من المواد المسموح بتصديرها للعراق حسب قرارات الاممالمتحدة وصل الى نحو 300 مليون دولار. وتستورد سورية عدداً من البضائع العراقية في الوقت الذي يجوب فيه باعة متجولون عراقيون الاسواق والشوارع في سورية لبيع منتجاتهم. واشارت مصادر رسمية الى ان رئيس قسم رعاية المصالح العراقية في سورية حضر اجتماعات صالح مع المسؤولين السوريين في اول نشاط ديبلوماسي رسمي معلن يقوم به.