أثبت الجنرال الروماني انجل يوردانيسكو مدرب فريق الهلال السعودي لكرة القدم، ان "الغالي ثمنه فيه" فعلاً، وأكد من خلال فوزه بكأس ولي العهد ان الشهرة التي سبقته دائماً الى أي مكان سبق ان عمل فيه هي في محلها تماماً. ونجاح يوردانيسكو مع الهلال بدأ فور استلامه لمهمته في منتصف الموسم الماضي عندما "انتشله" من "مستنقع" الطرق الدفاعية التي طوق بها المدربون السابقون قدرات وامكانات عناصره، الذين هم ميالون بطبيعتهم الى الاداء الهجومي. واعاد يوردانيسكو لملمة "شتات" الفريق الذي "فرقه" سلفه، وحقق للهلال 3 بطولات كبرى هي كأس المؤسس وكأس ولي العهد وكأس ابطال الاندية الآسيوية. وأثبت يوردانيسكو حرفيته العالية في غير مناسبة، لكنه تألق تحديداً خلال نهائي كأس ولي العهد. فعلى رغم ان فريقه هاجم وبقوة، بيد انه تمكن من اقامة تحصينات دفاعية اظهرت لكل من شاهد اللقاء ان دفاع الهلال غير قابل للاختراق حتى لو استمرت المباراة 3 أيام متواصلة. ووضح جلياً ان يوردانيسكو درس منافسه فريق الشباب جيداً، وقّدر مهارات وامكانات مهاجميه "الموهوب" مرزوق العتيبي و"السريع" عبدالله الشحيان حق تقديرهما فكان ذلك السبب الاول والرئيسي الذي منح الهلال الكأس. كما وضح من سير المباراة ان يوردانيسكو تنبه لضعف خط وسط فريقه خلال الشوط الاول من المقابلة، فزاد من تكثيف لاعبيه في منطقة المناورات في الشوط الثاني بهدف الضغط على الخصم و"القتال" من اجل الاستحواذ على الكرة. ما افرز ومن دون جدال هدف الهلال الاول الذي جعل المباراة مفتوحة وغيّر من "شكلها" تماماً. ودحر الروماني "الاصلع" نظيره البرازيلي المغمور سابينيو مدرب الشباب، الذي وجد نفسه قبل ثلاثة ايام فقط من المباراة مسؤولاً عن فريق يخوض مباراة نهائية مهمة. وهو حاول انقاذ ما يمكن انقاذه عقب تسجيل هدف الهلال الاول، واسرع باجراء 3 تغييرات على عناصره البشرية. لكن يوردانيسكو واجه هذه التغييرات بتبديلات موفقة جداً، كان من نتاجها تسجيل البديل محمد الشهلوب لهدف تأكيد الفوز بالكأس. وعموماً براعة يوردانيسكو لم تتأكد من خلال كأس ولي العهد فقط، لأنه تفوق على نفسه وقاد فريقه في مباراتين نموذجيتين امام الاهلي في نهائي كأس المؤسس وجوبيلو ايواتا الياباني في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية. كما يحسب للمدرب، الذي تؤكد المعلومات انه باقٍ مع الهلال موسماً آخر، انه لم يشرف على تجهيز الفريق منذ بداية الموسم، وعلى رغم ذلك لم يعرضه لانتكاسة بل على العكس تماماً نجح وبسرعة كبيرة في اعادة ترميم الفريق وقاده الى المنصات مجدداً. نجاح الجنرال يوردانيسكو الكبير مع الهلال اكد مرة اخرى تفوق مدرسة التدريب الاوروبية على نظيرتها البرازيلية، وان احتكار ابناء "السامبا" للسوق التدريبية في السعودية اخذ في الافول.