القدس المحتلة، غزة - "الحياة، اب، رويترز، ا ف ب - في اعنف مواجهات منذ اربع سنوات تقريبا تبادلت قوات الشرطة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي اطلاق النار امس وسقط فلسطينيان قتيلىن وجرح نحو 350 آخرين برصاص الجنود خلال مسيرات شعبية في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة احياء للذكرى الثانية والخمسين للنكبة وتضامنا مع المعتقلين في السجون الاسرائيلية. وجرح في المواجهات ايضا تسعة جنود اسرائيليين كانت اصابة احدهم بعيار ناري. وتوقف الفلسطينيون في كافة الاراضي الفلسطينية دقيقتين حداداً في العاشرة صباحا بالتوقيت الفلسطيني احياء لذكرى النكبة ومن سقط من الفلسطينيين في الصراع مع اسرائيل وعلت اصوات التكبير من المساجد ودقت اجراس الكنائس كما بدأ اضراب تجاري. وصادفت المواجهات امس اعلان كبير المفاوضين الفلسطينيين في مفاوضات الوضع النهائي ياسر عبدربه استقالته بسبب وجود قناة مفاوضات سرية فلسطينية - اسرائيلية في السويد، واعلان موافقة غالبية اعضاء الحكومة الاسرائيلية امس على الانسحاب من قريتي ابو ديس والعيزرية المجاورتين للقدس. وكان اعنف المواجهات امس في مدينتي رام الله وجنين حيث تطورت الى اطلاق نيران بين الشرطة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي. وسقط اول القتيلين الفلسطينيين، عايد الصفدي 19 عاما، في مدينة رام الله ، وهو من قرية عوريف المجاورة، عندما اصيب برصاصة قاتلة في رقبته اطلقها جندي اسرائيلي خلال مواجهات وقعت ظهرامس عند المدخل الشرقي للمدينة. اما القتيل الثاني، احمد جمال عبدالفتاح، فقالت مصادر مستشفى رام الله انه توفي بعد وصوله الى المستشفى مصابا برصاصة اطلقها جندي اسرائيلي خلال المواجهات الجارية عند مدخل المدينة الشمالي. وافاد شهود عيان ان افرادا من الشرطة الفلسطينية اطلقوا النار باتجاه الجنود الاسرائيليين عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة رام الله حيث دارت مواجهات بين السكان والجنود منذ صباح امس. وقالت مصادر اسرائيلية ان اربعة جنود اسرائيليين اصيبوا في هذه المواجهات، جروح احدهم خطرة. وتحدثت مصادر فلسطينية عن اصابة صحافي فلسطيني خلال مواجهات رام الله. واستنادا الى شهود عيان فان تبادل اطلاق النار بين الشرطة الفلسطينية والجنود الاسرائيليين كان لا يزال مستمرا بعد ظهر امس عند مدخل رام الله الشمالي. وافيد عن اصابات جديدة في صفوف الفلسطينين، وقالت مصادر مستشفى رام الله ان اصابة ثلاثة من الجرحى الذين يرقدون هناك خطيرة. واضاف الشهود ان جنودا اسرائيليين اقتحموا فندقا مجاورا لمنطقة المواجهات واتخذ عدد من القناصة الاسرائيليين مواقع لهم فيه. وأفادت وكالة "اسوشييتد برس" ان عدد الجرحى الفلسطينيين في مواجهات الامس بلغ نحو 350 اصيب معظمهم برصاص مغلف بالمطاط اطلقه الجنود الاسرائيليون. وفي قطاع غزة اصيب نحو 40 فلسطينياً بجروح في مواجهات وقعت بين المئات من الشبان الغاضبين وجنود الاحتلال الاسرائيلي، في محيط مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة، كما ساد الاضراب التجاري مدن قطاع غزة ومخيماته. ووقعت الاشتباكات بين نحو ألف شاب فلسطيني كانوا تجمعوا منذ ساعات صباح امس، قرب معسكر للجيش الاسرائيلي يقع على مفرق الشهداء، ويبعد نحو كيلومتر واحد عن المستوطنة المذكورة، ومئات الجنود الاسرائيليين المدجّجين بالسلاح. واصيب نحو عشرة صحافيين فلسطينيين، سبعة منهم نُقلوا الى المستوصفات الطبية لتلقي العلاج فيما تلقى الثلاثة الآخرون العلاج في المكان نفسه، قرب منطقة المواجهات التي سادتها مشاهد اعادت الى الاذهان الانتفاضة الشعبية 1987 - 1993. وقذف مئات الشبان جنود الاحتلال، الذين تحصنوا داخل معسكرهم، بوابل من الحجارة، وتقدموا باتجاه مستوطنة "نتساريم" 3 كلم جنوب مدينة غزة الا ان مئات من جنود الاحتلال وقفوا سداً على الطريق الرئيسي المؤدي اليها، وحالوا دون وصول الشبان، الذين تمركزوا على بعد عشرات الامتار من بوابتها الرئيسية، وامطروا الجنود بالحجارة في مشهد بدا وكأن السماء تمطر حجارة وزجاجات فارغة، واخرى "كوكتيل مولوتوف" فوق رؤوسهم. وأصيب سبعة جنود اسرائيليين بجروح بالحجارة، فيما أصيب ثلاثة ضباط وجنديان فلسطينيون بالرصاص المطاطي نقلوا على الاثر الى المستشفى. ولم يفلح المئات من قوات الامن الوطني الفلسطيني في منع الشبان من الاقتراب من المعسكر والمستوطنة وقذف جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة والمولوتوف. وكانت قوات الامن الوطني والاجهزة الامنية اعلنت في وقت سابق حال الاستنفار القصوى في صفوفها تحسباً لأي طارئ حسب ما قال العقيد سالم دردونه المسؤول في الارتباط العسكري ل"الحياة".