يستقبل لبنان اليوم العميد ريمون اده، بعد غياب عنه في منفاه الاختياري في فرنسا استمر 23 عاماً، ليودعه الى مثواه الاخير، في مأتم رسمي وشعبي بعدما وافته المنية اول من امس عن 87 عاماً. وأقيم في كاتدرائية سيدة لبنان في باريس قداس وجناز لراحة نفس اده الذي لف نعشه بالعلم اللبناني، في حضور عدد من السفراء العرب منهم اللبناني ريمون بعقليني والسوري الياس نجمة والسعودي فيصل حجيلان وزوجته والمصري علي ماهر السيد والأردني عدنان تلهوني والأمين العام للفرانكوفونية بطرس غالي ومفوضة فلسطين ليلى شهيد وسفير الجامعة العربية ناصيف حتي والسيدة علياء الصلح، وأفراد العائلة ابن شقيقه كارلوس وابن شقيقته ألان مانييه وجان لوي اده وبيار فيران وانطوان تفنكجي. وحضر أيضاً العماد ميشال عون يرافقه العقيد فايز كرم وسيمون أبي رحيا، وأمين الاعلام في حزب الوطنيين الأحرار انطوان كامل ممثلاً دوري شمعون، وباسيل يارد وقبلان فرنجية. وأرسل الرئيس جاك شيراك اكليلاً، في حين حضر من السياسيين الفرنسيين جان ماري لوبين والسيد فرنسوا أبي صعب من الخارجية. ويصل جثمان عميد حزب الكتلة الوطنية النائب والوزير السابق، الثالثة بعد ظهر اليوم الى مطار بيروت الدولي، لتقام صلاة الجنازة عن راحة نفسه ظهر الاحد المقبل في كاتدرائية مار جرجس المارونية، وسط بيروت، ويوارى في مدافن العائلة في رأس النبع. واذ تقاطرت الى مركز حزب الكتلة في الجميزة والى منزل العميد في الصنائع شخصيات ووفود معزية، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مستهل جلسة المجلس النيابي امس في الراحل "من الجبال، من اعلى قممنا الديموقراطية. سكن خارج لبنان ليسكنه لبنان، ليست ساحة النجمة بعده كما قبله، تخاله من جبيل وبنت جبيل في آن نظراً الى عداوته للعدو الاسرائيلي"، ثم وقف النواب، بطلب منه، دقيقة صمت حزناً. وكان رئيس الحكومة سليم الحص نعاه في مستهل جلسة مجلس الوزراء مساء اول من امس، مبدياً حزنه وأساه لوفاة "الذي دخل ضمير الشعب من خلال ممارسته السياسية الطويلة التي تميزت بالاستقامة والنزاهة والخلق الرفيع". واضاف: "به تخسر الديموقراطية علماً من اعلامها الشامخة ونصيراً ثابتاً لدولة القانون، وسيذكره التاريخ انه كان دوماً وفياً لوطنه وصوتاً مدوياً في نصرة الجنوب، ومحذراً دؤوباً من مطامع اسرائيل وخطرها على ارض لبنان ومياهه ودوره الحضاري". واسفت البطريركية المارونية ل"خسارة شخصية سياسية بارزة لها مواقفها الوطنية الرائدة في مختلف المجالات وطبعت الحياة السياسية اللبنانية بطابعها ومبادئها الوطنية". وعلى رغم الخصومة السياسية التي بلغت حد القطيعة بين اده ورئيس الجمهورية السابق امين الجميل، قال الاخير: "ان لبنان فقد رجلاً وطنياً وتاريخياً سطّر مراحل الحياة السياسية بمواقفه الثابتة المتمسكة بالسيادة والاستقلال، وبرلمانياً نشيطاً ساهم في تشريع قوانين لدولة لبنان الحديث". واعتبر الرئيس السابق الياس الهراوي الراحل "رمزاً للشجاعة وضميراً للديموقراطية ورجل حوار". وبين الذين أبدوا حزناً لوفاته وزراء ونواب وشخصيات وأحزاب ومنهم خصوم سياسيون له في جبيل. واجتمعت الهيئة الناخبة لمجلس حزب الكتلة امس، برئاسة رئىسه المحامي ادمون شبير، في حضور 87 عضواً من اصل 129، لانتخاب عميد للحزب فنال ابن شقيق الراحل الكبير السيد كارلوس بيار اده 83 صوتاً، ووجدت ورقتان بيضاوان والغيت ورقتان اخريان. ووصف النائب الفرنسي جاك بارو اده بأنه "ابرز من خدم لبنان" وبأنه "جسّد كرامة الشعب الى النهاية، وقد ظل يطالب باستقلال حقيقي لبلاده، لتتمكن من اداء دورها على صعيد السلام والتطور في الشرق الاوسط".