تبدأ ماليزيا مطلع ايلول سبتمبر المقبل طرح انتاجها من سيارة "واجا" الوطنية في خطوة يرغب المسؤولون في اعتبارها دليلاً على تقدم صناعة السيارات المحلية واحتلالها مكانة موازية لصناعات السيارات في الأسواق الآسيوية والغربية. وأقيم احتفال كبير قبل يومين في العاصمة الماليزية حضره رئيس الوزراء مهاتير محمد وقُدم فيه الطراز الجديد لسيارة "واجا" التي ستكون مكوناتها ماليزية التصنيع وبنسبة 95 في المئة، على ان تباع بأسعار أدنى من اسعار السيارات الاجنبية من فئتها. وكان مهاتير محمد حض شركة "بروساهان اوتوموبيل ناسيونال" بروتون عام 1996 على صناعة سيارة وطنية تماماً والاستغناء عن استخدام مكونات اجنبية مستوردة أو مصنوعة بموجب تراخيص تدر على الشركات الاجنبية أكثر من 35 مليون دولار بالعملات الصعبة كل عام. وأعلنت "بروتون" لدى تقديمها الطراز الجديد انها ستبدأ تشغيل خطوط الانتاج الجديدة في آب اغسطس المقبل وهو التاريخ الذي حدد لبدء تلقي طلبات المشترين على ان يُباشر بعملية التسليم مطلع ايلول. وكانت "بروتون" انفقت في الاعوام الأربعة الماضية 400 مليون رينغيت ماليزي نحو 115 مليون دولار على بناء مختبر للتطوير والأبحاث في مجال صناعة السيارات يعتبر احد أفضل المختبرات في القارة الآسيوية، بالإضافة الى استثمار 20 مليون دولار في تطوير برمجيات خاصة بتصميم السيارات ومكوناتها. وانكب خبراء الشركة الحكومية التي بدأت عملها عام 1985 على صناعة المكونات التي كانت تستورد من شركة "ميتسوبيشي" اليابانية و"بيجو" الفرنسية في صورة خاصة، وبينها هيكل السيارة الذي بدأ انتاجه محلياً وبتصميم ماليزي خالص. وذكرت الشركة انها ستتوصل الى الاستغناء نهائياً عن المحركات المستوردة وعلب تغيير السرعات لترتفع بذلك نسبة التصنيع الوطني في سيارتها الجديدة "واجا" الى 95 في المئة في مدى سنتين من الآن. وأشارت الى انها ستستثمر 970 مليون رينغيت 270 مليون دولار في بناء خطوط الانتاج الجديدة. ومن المتوقع ان يؤمن الاستغناء عن اعتماد مكونات يابانية وفرنسية وفراً اجمالياً قدره 500 مليون رينغيت أو نحو 132 مليون دولار كان سيتعين على "بروتون" تسديدها لشريكتيها الاجنبيتين. وذكرت الشركة انها تتوقع ان يؤدي الاستغناء عن استيراد سيارات اجنبية مماثلة ستحل محلها سيارة "واجا" الى توفير ما لا يقل عن 450 مليون رينغيت نحو 121 مليون دولار على الاقتصاد الوطني. وأعلن رئيس "بروتون" التنفيذي تنغو مهاليل ان الانتاج سيبدأ في المرحلة الأولى بمعدل 40 ألف سيارة سنوياً ينتظر ان ترتفع بسرعة الى 60 ألفاً أو 80 ألفاً في السنة. وأشار الى ان هيكل السيارة الجديدة سيتيح ل"بروتون" انتاج طرازات عدة مغايرة من سيارة "واجا" من دون القيام بمزيد من الاستثمارات لتطوير هيكل جديد. ويؤخذ على "بروتون" التي طورت ثمانية طرازات منذ عام 1985 ان الغطاء المعدني الخارجي لسياراتها قد لا يكون قوياً بالدرجة الكافية. وقال مهاليل انه سيتم الالتفات الى هذا الجانب ومعالجته لدى انتاج "اوجا". كما يؤخذ على الشركة الحكومية الماليزية انها تحظى بدعم مالي كبير من القطاع العام ساهم في ابقائها حية حتى الآن. وتملك ماليزيا قاعدة صناعية متقدمة للسيارات. إلا انها لم تبلغ بعد مرحلة النضج الكافي في وقت تستعد فيه دول منظمة آسيان بموجب اتفاق التجارة الحرة الموقع بينها لفتح اسواقها الداخلية لانتاج السيارات وبيعها عام 2003. وكان انتاج سيارات الركاب في ماليزيا ارتفع من 147.3 ألف سيارة عام 1998 الى 260 ألف سيارة العام الماضي، كما ارتفع انتاج الشاحنات من 2.67 ألف شاحنة الى 6.6 ألف شاحنة، في حين ارتفع انتاج المركبات التجارية من 11.57 ألف مركبة الى 29.3 ألف مركبة خلال الفترة ذاتها. وطلبت ماليزيا الشهر الماضي من شريكاتها الآسيويات تأجيل فتح سوقها الداخلية للسيارات حتى عام 2005 من أجل السماح لقطاع انتاج السيارات لديها بالتعافي تماماً من الأزمة الآسيوية. كما وقعت ماليزيا في الاسابيع الأخيرة اتفاقات تعاون تتيح لشركات انتاج السيارات العاملة في منطقة آسيان امتلاك حرية أكبر. وبلغ عدد هذه الاتفاقات 34 اتفاقاً شملت شركات يابانية بينها "هوندا" اضافة الى "فولفو" السويدية.