اتخذت قضية الخلاف بين المثقفين المصريين والتيار الإسلامي على رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر أبعاداً جديدة بعد الصدامات التي جرت أول من أمس بين الشرطة وطلاب وطالبات جامعة الأزهر. وبدا ان ثمة ارتباكاً حكومياً تجاه الموقف من الرواية عكسته تصريحات أدلى بها رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم ووزير الثقافة السيد فاروق حسني مثلت تراجعاً عن موقف حكومي سابق رأى في الحملة على الرواية "تناولاً مبتسراً له قصد سياسي من الدرجة الأولى يخدم اصحابه فقط من دون مراعاة لمصلحة المجتمع ككل". إذ لوحظ أن هاشم اعتبر صراحة أن الرواية "تضمنت إساءة للمقدسات الدينية"، حين لفت في تصريح له مساء أول من أمس الى أن المتظاهرين "كانوا يطالبون بوقف توزيع الرواية التي تضمنت إساءة للمقدسات الدينية، وردت على لسان أحد الملحدين". وذكر أنه التقى ممثلي الطلاب واستمع إلى وجهة نظرهم، وأنه أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة الدكتور عاطف عبيد ورئيس مجلس الشعب البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور ووزير الثقافة حسني، وأن هؤلاء أوضحوا له أن لجنة خاصة تبحث في اتخاذ اجراءات في شأن الكتاب "بما يكفل الحفاظ على القيم والمقدسات واحترامها"، وجاءت العبارة الأخيرة مخالفة لتصريحات سابقة لوزير الثقافة، أكد فيها أن اللجنة "ليست هيئة تحقيق وإنما ستقدم تفسيراً للمجتمع لحقيقة ما جاء في رواية حيدر"