بات الطريق ممهداً أمام ليبيا لكسب عضوية الشراكة الأوروبية - المتوسطية بعد لقاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في القاهرة أمس، على هامش القمة الافرو - الأوروبية، مما يعني تخلي ليبيا عن شروط دخول مسار برشلونة. وفيما توقع القذافي "تحسناً" في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، أكد حزب العمل الإسرائيلي أن أمينه العام رعنان كوهين تلقى دعوة رسمية لزيارة طرابلس، في خطوة اعتبرتها الدولة العبرية "إشارة جيدة" من ليبيا لتحسين علاقاتها مع الغرب. وأشار بيان للحزب الإسرائيلي، الذي يتزعمه ايهود باراك، إلى أن ممثل ليبيا في المؤتمر البرلماني الثالث للأمن والتعاون في المتوسط القمودي سلم كوهين الدعوة في اليوم الأخير من المؤتمر الذي بدأ أعماله الجمعة في مارسيليا جنوبفرنسا. وأفاد البيان، الذي تلقت "الحياة" نسخة عنه، أن القمودي كان الوحيد بين ممثلي ست دول عربية شاركت في المؤتمر، الذي تجنب مهاجمة إسرائيل. ونقل البيان عن أحد ممثلي وزارة الخارجية الإسرائيلية عوزي مانور، الذي رافق الوفد الإسرائيلي إلى المؤتمر، ان الدعوة الرسمية الليبية "واحدة من الاشارات التي تعبر عنها طرابلس منذ فترة عن استعدادها لتحسين علاقاتها مع العالم الغربي". وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت أمس إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيمارسون ضغوطاً على القذافي خلال لقائه على هامش القمة الأولى لدول افريقيا والاتحاد الأوروبي للاعتراف بإسرائيل لاخراجه من العزلة التي يعيشها. ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية ان من "الممكن ان يوقع القذافي على تصريح يعترف به بدولة إسرائيل وباحترام الديموقراطية وحقوق الإنسان في بلاده" كجسر يجتازه للعودة إلى الأسرة الدولية. ووصف بيان منفصل صدر عن حزب العمل الإسرائيلي القرارات التي صدرت عن المؤتمر البرلماني الثالث لدول المتوسط بأنها "انتصار كبير" لإسرائيل. وأشار إلى أنه للمرة الأولى لم يُوجه انتقاد إلى إسرائيل كما لم يُشر إلى الصراع العربي - الإسرائيلي بصورة محددة. في موازاة ذلك، التقى القذافي رئيس المفوضية الأوروبية في القاهرة، في اجتماع هو الأول من نوعه منذ ثمانية أعوام. وجرى اللقاء في الخيمة التي يقيم فيها في العاصمة المصرية الزعيم الليبي الذي يحضر القمة الافرو - أوروبية. وأكدت المفوضية في بروكسيل أن اللقاء "يمهد الطريق لاندماج ليبيا في عضوية الشراكة الأوروبية - المتوسطية". وتوقع مصدر ديبلوماسي أن تبعث ليبيا بمذكرة رسمية إلى الاتحاد الأوروبي تعلن فيها قبولها كل المبادئ التي أقرتها بلدان الشراكة قبل خمس سنوات في مؤتمر برشلونة. وقال الناطق الأوروبي جوناثان فول إن اللقاء "جرى التمهيد له في نطاق التشاور والانسجام التام بين المفوضية وبلدان الاتحاد". وأضاف ان اللقاءات الجارية مع المسؤولين الليبيين تهدف إلى مساعدة طرابلس على الانضمام إلى عضوية مسيرة برشلونة. وكانت "ترويكا" كبار الخبراء أجرت محادثات في طرابلس وصفت بأنها "مشجعة" لجهة سير الجانب الليبي نحو قبول المبادئ المعلنة من دون ان يضع شروطاً مسبقة لانخراطه في المسيرة المتوسطية. وقال فول إن قبول ليبيا "في شكل غير مشروط" مكاسب مسيرة برشلونة "سيجعل زيارة القذافي لبروكسيل أمراً مناسباً". وكان برودي اضطر في بداية السنة، وبفعل الانتقادات الأوروبية، إلى العدول عن دعوة الزعيم الليبي إلى زيارة المفو ضية قبل انخراط ليبيا في مسيرة برشلونة. واعتبر فول لقاء القاهرة بمثابة الخطوة الاضافية في اتجاه تطبيع العلاقات بالكامل بين الاتحاد الأوروبي وليبيا. إلى ذلك، بثت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية ان القذافي وبرودي عرضا العلاقات بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، و"وسائل دعمها وتطويرها بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين". وأضافت ان برودي "أشاد بالدور الكبير الذي يقوم به الأخ قائد الثورة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في القارة الافريقية، مؤكداً حرص أوروبا على تعزيز علاقاتها مع القارة الافريقية من خلال الدور المهم الذي تقوم به الجماهيرية العظمى لتحقيق التنمية الاقتصادية للقارة الافريقية". ووزعت الوكالة تصريحاً للقذافي أفادت أنه أدلى به ليل أول من أمس خلال حفلة تكريمية للرؤساء الافارقة. وقال القذافي، في رده على سؤال عن العلاقات الأميركية - الليبية: "أميركا غير موجودة في هذا المقام القمة الافرو - أوروبية الذي تتحدث فيه أوروبا وافريقيا. وسمعت وأنا في الطريق ان هناك وفداً قنصلياً أميركياً جاء إلى طرابلس. والأميركان بعد قطيعة سنين طويلة بعثوا بهذا الوفد في فترة ارتفاع ثمن النفط. وأرادوا ان يقوموا بمبادرة طيبة تجاه ليبيا حتى لا تقف في وجه زيادة انتاج النفط في المقدار الذي تم الاتفاق عليه". وسئل هل ستكون العلاقات مع أميركيا أحسن، فأجاب: "طبعاً نتوقع هذا".