أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس، تقريراً عما يمكن اعتباره أحد افظع انتهاكات حقوق الانسان في الولاياتالمتحدة. واظهر التقرير الذي اعدته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي ان خمسين ألف امرأة وطفل يستدرجون سنوياً للسفر الى الولاياتالمتحدة ليساقوا الى اشكال متعددة من العبودية. وتمكنت الصحيفة من الحصول على التقرير الذي تكتمت عليه ال "سي آي إي"، رغم كونه غير مصنف سرياً، بعدما سرّبه موظف حكومي حصل عليه من مسؤول في ادارة رسمية على علاقة بالوكالة. وبادرت الصحيفة الى نشر التقرير في موقعها على الانترنت، وهو يقع في 79 صفحة ويتحدث عن تفاصيل الاستغلال الجسدي والجنسي الذي تتعرض له مجموعات استقدمت من آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية. ويشير الى اساليب لخداع هؤلاء وإغرائهم بالسفر الى الولاياتالمتحدة عبر اعطائهم عروض عمل وهمية مغرية. وبعد وصولهم الى "أرض الاحلام"، يتم ارغام النسوة والأطفال على ممارسة الدعارة، او أعمال جسدية شاقة مثل الخدمة في المنازل والمتاجر، بأجور زهيدة ولساعات تفوق الحدود المسموح بها. وحمل التقرير عنوان "التهريب العالمي للنساء نحو الولاياتالمتحدة: الشكل المعاصر للعبودية". ويرسم صورة قاتمة للأساليب الملتوية التي تمارسها شبكات منظمة اتخذت من اجساد النساء والأطفال سلعاً لتجارة العبيد الجدد. وتعمل هذه الشبكات في الخفاء وتبدو محمية تماماً الى حد ان الاجهزة الأمنية تجد صعوبة كبرى في الإمساك بخيوط تلك العصابات. فخلال السنتين الماضيتين، عثر على مئة ألف امرأة وطفل، يبلغ أصغرهم التاسعة، تم استغلالهم جنسياً، في حين لم يتمكن المحققون الفيديراليون من "التقاط" أكثر من مئتين وخمسين ضحية في الفترة نفسها. وفي بعض الحالات، بيعت نسوة في شكل مباشر للعمل في المواخير. وتأتي هذه "الأجساد المهربة" من تايلاند وفيتنام والصين والمكسيك وروسيا وتشيخيا. وتذكّر الصورة التي يرسمها تقرير "سي آي إي" بالعهود المظلمة لتجارة الرقيق.