طوكيو - رويترز - أظهرت بيانات رسمية اعلنت أمس تراجع انفاق المستهلكين في اليابان في اذار مارس مع استمرار ارتفاع معدل البطالة الى مستوى قياسي. ويعتبر انفاق المستهلكين عاملاً رئيسياً في انتشال اليابان من وهدة أسوأ كساد تمر به منذ نصف قرن. وقالت الحكومة ان ثاني اكبر اقتصادات العالم يقارب تحقيق انتعاش ذاتي، غير ان البيانات التي أذيعت أمس وأظهرت تحسناً في الاستثمار الرأس مالي والارباح للشركات لم يظهر اثرها بعد على انفاق المستهلكين. وقال تايشي ساكايا وزير التخطيط الاقتصادي: "تشهد اليابان ارتفاعاً للبطالة مثلما شهدته الولاياتالمتحدة في اوائل التسعينات... وستتحسن سوق العمل بعد فترة معينة من التراجع". واثر تراجع استهلاك الافراد على اهم الاقتصادات الآسيوية ودفعه الى الركود أواخر العام الماضي على رغم ارتفاع الانتاج الصناعي وارباح الشركات بسبب ثورة تكنولوجيا المعلومات وقوة اسواق التصدير واعادة هيكلة الشركات. وقالت الحكومة ان انفاق المواطن العادي، وهو المؤشر الشهري الرئيسي على الاستهلاك الخاص، هبط 3،1 في المئة فعلياً عن مستوى الشهرنفسه قبل عام وهو ما يقل كثيراً عن متوسط الهبوط في التوقعات في استطلاع اجرته "رويترز" هذا الاسبوع وهو 1،0 في المئة. واستقر معدل نمو البطالة عند 9،4 في المئة في آذار بينما بلغ عدد العاطلين 49،3 مليون عاطل مع تدفق خريجي المدارس والجامعات على سوق فرصة عمل. وتوقع ساكايا حدوث بعض التحسن في الاستهلاك الشخصي الذي يمثل 60 في المئة من حجم الاقتصاد، مشيراً الى زيادة الرحلات خلال عطلات "الاسبوع الذهب" الذي يبدأ من اليوم. وأظهرت بيانات وكالة الادارة والتنسيق ان المعدل الفعلي لانفاق المواطنين زاد خلال الفترة من كانون الثاني يناير وحتى آذار بنسبة 7،0 في المئة على ربع العام السابق على رغم تراجعه 4،0 في المئة عن الفترة نفسها قبل عام. وأسفر تقييد الانفاق عن تراجع مطرد في دخل الفرد مع تقليص الشركات للتكاليف من خلال تخفيض جداول العاملين عبر المعاش المبكر وتقييد التوظيف. غير ان اقتصاديين قالوا ان سوق العمل بوجه عام تشهد تحسناً معتدلاً مع تحسن ارباح الشركات الذي ادى الى تراجع الضغط لإعادة الهيكلة. وقالت وزارة العمل اليابانية أمس ان اجمالي مدفوعات الاجور تراجع بنسبة 0.8 في المئة خلال السنة المالية المنتهية في آذار الماضي، غير ان اجور الوقت الاضافي زادت 0.4 في المئة للمرة الاولى في ثلاثة أعوام. وخلال السنة المالية المنتهية في اذار تراجع الانفاق الفردي الفعلي بنسبة 1.3 في المئة في ثالث انخفاض للعام الثالث على التوالي وهي اطول مدة يستمر فيها الانخفاض منذ بدأت الوزارة تجميع البيانات عام 1963. بيد ان اقتصاديين اتفقوا على ان التحسن الطفيف في الاستهلاك ومعنويات المستهلكين مع معاودة المؤسسات للنهوض سيؤدي الى تحسين معدل نمو اجمالي الناتج الاجمالي خلال الأشهر الثلاثة الاولى من السنة الذي سيعلن في العاشر من حزيران يونيو مقارنة بالأشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي. وعززت البيانات المعلنة أمس هذا الرأي. من ناحية ثانية اعلنت الشرطة اليابانية أمس انتحار نائب لرئيس سلسلة متاجر "سوغو" اليابانية كان مكلفاً بالاشراف على جهود الشركة للتخلص من جبل من الديون. وقال متحدث باسم الشرطة ان ياسوهارو ابي 63 عاماً عثر عليه ميتاً أمس بعد ان شنق نفسه في منزله بضاحية كاماكورا غربي طوكيو لأنه فشل على ما يبدو في التغلب على المشاكل المالية لشركته. واضاف المتحدث ان ابي ترك رسالة لزوجته يقول فيها: "انني اسف. سامحيني من فضلك". وفي وقت سابق من هذا الشهر اعلنت "سوغو" عملية اعادة هيكلة ضخمة وطلبت من الدائنين اعفاءها من رد ديون قيمتها 639 بليون ين ستة بلايين دولار وهو اكبر حجم من الديون يطلب من بنوك دائنة شطبه. لكن محللين قالوا أول من أمس أنه من غير المرجح ان تعفي البنوك الدائنة الشركة من رد تلك الديون بأكملها.