أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن أي تعاون مباشر مع إيران لحماية الخليج "غير وارد أبداً". وقال للصحافيين أمس رداً على سؤال عن دعوة وزير الدفاع الإيراني الأدميرال علي شمخاني الذي يزور السعودية، إلى ترتيبات أمنية بين دول الخليج وإيران للاستغناء عن الوجود الأجنبي: "الوجود الأجنبي ليس موجوداً لحمايتنا، فمن يحمينا هو الله ثم شعوبنا واصالتنا وعروبتنا، وجميع الأمة العربية والإسلامية، ولكن لا يمكن أن نفرط بوجود إيران واعتبارها دولة جارة لنا، ودولة إسلامية كبرى، إنما أن يكون هناك تعاون مباشر مع إيران لحماية الخليج، فهذا غير وارد أبداً، ودول الخليج مجتمعة تقوم بواجباتها كاملة، ونأمل من الله أن تكون إيران جزءاً صالحاً في هذه المنطقة". على صعيد اخر، نفى الأمير سلطان بن عبدالعزيز ان تكون وحدات من الجيش شاركت في احتواء احداث نجران السبت الماضي. وقال في تصريحات إلى الصحافيين عقب افتتاحه ندوة تقنيات الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها، والتي نظمتها في الرياض مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وكالة الفضاء الفرنسية، ان "القوات المسلحة لم تنزل لتحمي المنطقة، إنما خرجت في الطريق من معسكرها إلى اللواء لتغيير الكتائب، وهي حركة دورية تحدث كل ستة أشهر، ولم استطع منع هذا المرور لأنني لو منعته لشُكك بأن هناك شيئاً أهم، لكنها القوات المسلحة مرت مرور الكرام وغادرت مكان الحادث". واعتبر الحادث "عملاً شاذاً"، مشيراً إلى أن من قاموا به "لا يمثلون شعب نجران العزيز على قلوبنا ولا قبيلة يام الكريمة ولا شعب المملكة". وشدد على ان الأمن في المنطقة "مستتب". وسئل هل هناك علاقة بين حادث نجران والتقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية عن السعودية، فأجاب: "لا، فهذه الأحداث زوبعة صغيرة تحدث في كل زمان ومكان. ولكن، للأسف الفضائيات المغرضة تجعل من الحبة قبة، ومن اراد الاطلاع على الحقائق فليذهب إلى نجران ليرى بنفسه". وسألت "الحياة" الأمير سلطان عن سماح السعودية لاتباع المذاهب الاسلامية بحرية ممارسة عبادتهم، فقال: "اسألوهم هم انفسهم. الدين محترم عندنا، لكن أي شيء يعلن غير السنة المحمدية مرفوض. إنما للإنسان ان يعمل في بيته أو مقره ما يريد". وعن وجود أسلحة في أيدي بعض المواطنين، خصوصاً في المناطق الجنوبية السعودية، قال: "الأسلحة في المملكة مسموح بها، بعد الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية، لأننا نعتبر شعب السعودية كله قوات مسلحة". إلى ذلك، استبعد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الربط بين تقارير استهدفت السعودية أخيراً وبين الحادث الطارئ الذي وقع في مدينة نجران الأحد الماضي. وقال في تصريح إلى "الحياة" أمس: "لا وجود لشبهة علاقة خارجية بالحادث ولا رابط بينه والتقارير التي استهدفت السعودية أخيراً، وشعب المملكة يدرك أن التقارير مبالغ فيها كثيراً، وبصورة تتعسف بالحقائق". وعادت الحياة إلى وضعها الطبيعي في مدينة نجران، جنوب غربي السعودية، بعد الحوادث التي رافقت اعتقال مشعوذ، وما تلاها من اطلاق نار على مقر أمير المنطقة الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. وأكد شهود ل"الحياة" إزالة كل الاحترازات الأمنية التي اعقبت اطلاق النار.