حذر مسؤول فلسطيني رفيع المستوى من مغبة الوقوع في "فخ اعلان الدولة الفلسطينية" مقابل تأجيل البحث في قضايا جوهر الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، في وقت انتظمت جوقة المسؤولين الاسرائيليين لتعزف على وتر "التأجيل" مجدداً. وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، احد مهندسي اتفاق اوسلو المرحلي احمد قريع ابو علاء: "اصبحت متخوفاً من ان يشكل طرح الدولة الفلسطينية اغراء لتأجيل القضايا"، معرباً عن مخاوفه من "ان يركض الفلسطينيون للحصول على ما يستطيعون الحصول عليه قبل اعلان الدولة في مقابل تأجيل قضايا القدس واللاجئين وغيرها من القضايا المهمة". واضاف: "اذا ما حصل ذلك فلن يكون هناك حل او استقرار في الساحة الداخلية الفلسطينية أو مع الدول العربية أو اسرائيل نفسها". وهذه هي المرة الاولى التي يلمح فيها مسؤول فلسطيني علناً الى وجوب الاحجام عن اعلان الدولة الفلسطينية في ايلول سبتمبر المقبل، وهو الموعد المحدد للتوصل الى تسوية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال أن الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود باراك حددت موقفها بوضوح من "الحل" المنتظر والذي يتمثل بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين او القدس العربية او حدود ما قبل حدود حرب عام 1967، مشيراً الى أن اسرائيل "تحاول تسويق هذا الموقف في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي للضغط على الموقف الفلسطيني الواضح". وأشار الى ان الرئيس ياسر عرفات أوضح للرئيس بيل كلينتون خلال لقائهما الاخير في واشنطن وجهة النظر الفلسطينية و"حدودها ومحرماتها وامكاناتها". وأكد أنه "لا يمكن ايجاد اي حل من دون عودة القدس وعودة اللاجئين". وقال أنه لا توجد لدى الادارة الاميركية الحالية برئاسة كلينتون "قدرة على الضغط على الجانب الاسرائيلي وان كانت الرغبة قائمة". ويرى الفلسطينيون أن اسرائيل طرحت اوراقها بوضوح وأن باراك يريد استمرار حال "اللا حرب واللا سلم" مع الفلسطينيين، مقابل اعتراف اسرائيلي بالدولة الممسوخة التي يعرضها على الفلسطينيين مع الابقاء على القدس والمستوطنات في اطار الدولة العبرية ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين. وتتمثل سلبيات اعلان الدولة الفلسطينية في المقام الاول من دون وجود تصور استراتيجي فلسطيني لسبل تجسيدها بنجاح اسرائيل في تحويل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى "نزاع حدود بين دولتين لن يلتفت العالم بعد اعلانها الى ما يحدث، وسيقول الجميع أن القضية الفلسطينية انتهت وبات للفلسطينيين دولتهم فلماذا يتذمرون؟". وانضم رئيس الوفد الاسرائيلي للمفاوضات النهائية عوديد عيران الى الوزير حاييم رامون لتحويل تصريحاته في شأن القدس الى "اعلان اسرائيلي رسمي" بعدم جدوى المفاوضات الجارية بين الطرفين في شأن قضايا الوضع النهائي. اذ صرح للاذاعة الاسرائيلية بأنه "اذا استمرت المفاوضات مع الفلسطينيين على القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود الامنية خمس سنوات اخرى فلن نكتشف شيئاً جديداً في هذه المواضيع، وعلى الفلسطينيين ان يدركوا اننا لن نقدر على اتخاذ قرارات في هذه المسائل بشكل فوري". لكنه لم يوضح ما الذي يعتزم البحث فيه خلال الجولة الثالثة من مفاوضات الحل النهائي التي ستجري في ايلات نهاية الشهر الجاري والتي سيشارك فيها المبعوث الاميركي الخاص دنيس روس.